كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

4 1 - مقدمة كتاب (تقليد وتجديد) لطه حسين (1)
كتاب (تقليد وتجديد) يضمُّ سلسلةً متتاليةً من أحاديث إذاعية عدَّتها
عشرون حديثاً حول موضوع: (التقليد والتجديد في الأدب العربي) ألقيت في
عام (955 ام)، وكان للدكتور شكري الفضلُ في الظفرِ بهذه الأحاديث
ونشرِها وفاءً لاشتاذه الذي يقول فيه:
"إنّنا نقدم هذه الأحاديث على أنّها بعضن من نتاجِ الأستاذ العميد، هذا
النتاجُ الغزير الذي كان له في نهضةِ الدراسات الأدبيه والعربيةِ أكبرُ الأثرِ. . .
وكان مهما تغايرتِ الآراءُ فيه فيما كتب أو حاضر منعطفاً حادّاً في مسيرة الأدب
العربي ".
يشير الدكتور شكري في بداية مقدمته إلى: "أنّ القراءةَ العابرة لهذه
الأحاديث لا تكشف بوضوح عن الأبعاد التي كان ينظر إليها الدكتور طه. . .
وتلك واحد! من أبرز الصفات التي يتمثّل بها أسلوبُ الدكتور طه، والتي
تغيبُ من خلال سهولة اللفظ وحلاوة التركيب والقدرة على إكساب الجملة في
بنائها هذا النغم الموسيقيّ البارع. . . فالقارى لا يظفرُ إلا بالفكرة العامة
الرئيسة، لأنَّ شيماً من الغموض آو شيئاً من الإغماض يقصدُ إليه قصداً.
والدكتور طه في أحاديثه هذه يؤكِّدُ أنَّ التجديدَ في الأدب العربي لم يتحقَّقْ
على أكمل وجوهه إلا مرّةً واحدةً. . . عند ظهور الإسلام، وما قاد إليه ظهورُ
الإسلام من أمرِ هذه الحضارة ". ويقول الدكتور شكري: "هذه الآراء
لا يمكنني إثباتُها أو نفيها على خطورتها البالغة ".
ويختمُ مقدّمته بما قاله الدكتور طه في خاتمة حديثٍ من هذه الأحاديث:
"لا سبيلَ إلى أن يتجدَّدَ أدبُنا تجدُداً خِصْباً إلا إذا استزادَ أدباؤنا وشعراؤنا من
التعليم، ومن الثقافة بالقديم والجديد في وقتٍ واحد".
***
(1) نشرت المقدمة من ص 5 - 18 من الكتاب المطبوع بدار العلم للملايين
ببيروت، سنة 980 1م.
163

الصفحة 163