كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

الثاني من الكتاب تفرّدَ بسلسلة من المحاضرات الرائعة عن العصر العباسي،
تناولت جملةً من ظواهره، وطائفةً من موضوعاته، وعددأ من شعرائه،
عرفها القرّاء في الوطن العربي للمرة الأولى، من خلال ما كان من تجميعنا
لها ونشرها، وقد وفقنا إليه، وانفردنا به، وذلك أننا وقعنا بحكم ما كان من
تلمذتنا على الدكتور طه، وفي متابعتنا لنتاجه الأدبي على أشياءَ لم يكن وقعَ
عليها غيرُنا، وظفرنا بمحاضرات لم يكن احد يُعنى عناية دقيقة بمتابعتها
وتسجيلها والحرصِ عليها".
المجلد الثالث: العصر العباسي الثاني (القرن الرابع الهجري) (1):
"هذا الجزء ينصرِفُ إلى دراسة الأدب العربي في القرن الر ابع الهجري
آزهى العصور العربية في الأدب والفكر، وأحفلها بمظاهر الحضارة والثقافة.
وقد وخه طه حسين همَّه في هذا القرن إلى الشخصيتين الكبيرتين اللتين انتهى
إليهما أمرُ الأدب في شعره ونثره، واللتين قادتا هذا الأدب إلى قمّته
الشامخة، لتبدأ بعدهما حالة من توقف، وليكون توقّفه بدايةَ انحدارٍ. . .
عنينا شخصيتي المتنبي والمعري.
هذا المجلد ضمَّ جملةً من الكتب والمقالات والمحاضرات للدكتور طه
عن هاتين القمتين ".
وقد وُفِّقَ الدكتور - في هذا المجلد - بحكم تلمذته على الدكتور طه،
ومتابعته لنتاجه الأدبي إلى أشياءَ لم يكن وقعَ عليها غيرُه، فظفر بمحاضرات
لم يكن يُعنى بها غيرُه العنايةَ الدقيقةَ التي كانت للدكتور شكري فيصل رحمه
اللّه.
***
__________
(1) المقدمة نُشرت من الصفحة 5 - 8 من هذا المجلد الذي طبع ببيروت،
974 1م، بدار العلم للملايين.
165

الصفحة 165