كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

ظلال هذه الشخصية الآسرة المحببة: شخصية طه حسين نحسّ ذلك ونجدُه
في أنفسنا، ولكننا لا نعرف كيف انتهى ذلك إلينا، ذلك انّ شخصية طه حسين
كانت تمثِّلُ في عقولنا وقلوبنا هذا الحضورَ الدائم الذي لا يغيب، والمكانة
الرفيعةَ التي لا تتاخر، والعطاءَ الخِصبَ الذي يوشِكُ أنْ لا يدانيه عطاء".
ثم يحدّثنا عن زملائه الطلبة الذين شاركوه الحضورَ علئ هؤلاء،
فيقول (1):
"هل أحدِّثُكم عن هؤلاء؟. . . هل أسوقُ لكم أسماءَهم؟ في هذه المقاعد
كانت تجلسُ (سهير القلماوي)، و (عائشة عبدالرحمن)، و (شوقي
ضيف)، وفيها كُنّا نلمح (عبده عزام)، و (عبد العزيز الأهواني)،
و (عبد القادر القط)، و (محمد خلف اللّه) واخرين كثيرين ".
وفي اثناء ذلك كان الدكتور شكري يتردَّدُ إِلى دمشق، وبسبب من الحرب
العالمية الثانية وقتئذٍ كان التنقّل بين القاهرة ودمشق صعباً، مما إضطره للبقاء
في دمشق حيناً، ففي بعض الأشهر من سنة (940 ام) درّس في مدرسة
التجارة الثانوية، وكانت قد احتجزته الحرب.
وبعد أن حصل استاذُنا علئ الإجازة في الاَداب سنة (942 ام) -كما
ذكرنا - عاد إلى دمشق مدزَساً للعربية في ثانوياتها، والتحق خلال ذلك بكلية
الحقوق بالجامعة السورية، فنال إجازتها سنة (1946 م)، كما قام بالتدريس
- إضافةً إلى عمله الرسمي - في السنوات (1942 - 946 ام)، في (المعهد
العربي)، و (دوحة الأدب)، و (الثانوية الشرعية)، و (ثانوية السعادة)
للجمعية الغراء وغيرها.
ثم يحدثنا الدكتور عدنان الخطيب عن الفترة التي تلت ذلك فيقول:
"وكانت سوريةُ عقب نيلها الاستقلال عام (946 ام) قد اختارت الأستاذ
ساطع الحصري مشاوِراً فنياً لتعديل برامج التعليم فيها، وعيّنت شكري فيصل
(1) المرجع السابق.
17

الصفحة 17