كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

بل اجتازَها وهو يحمل تقديراَ ودرجة "جيد جداً" فكيف تأتّى له ذلك؟ لا سْك
انَ في الأمر سرّاً وراءَ هذا الاجتياز الموفق، فما هو هذا السزُ يا تُرى؟ لابذَ
مِنْ سز يكمن وراءَ مغامرة شكري فيصل، ووراءَ حُسْنِ تخفصه من الورطةِ
التي أوقعَ نفسَه فيها، والتي قلَّ أن ينجوَ من مثلها طالبٌ يسعى لنيل درجة
علمية. . . إنَّ السز الذي نتساءل عنه مرذُه كفُه إلى بابِ من " السحر الحلال "
السحرِ الذي يمارسُه شكري فيصل، وهو المتمكن من اَرائه، فيندفعُ يدافِعُ
عنها ببيانِهِ الاَسر، بيانهِ الذي يأسِرُ ولا يجرحُ، والذي يهدِمُ ولا يؤذي،
وينُشِى جديداً ولا يتبجح، وصدق رسول اللّه ىلجيم القائل: "إن من البيان
لسحرأ"0
ولكن يجدرُ بنا أن نتساءل: ومن اين لشكري فيصل هذا البيان الساحر؟
ونسرع بالإجابة قائلين: إنّه الأسلوب، والأسلوبُ فقط، كان اسلوبُ
شكري فيصل يُشِعُّ من رسالتِه نوراً، ويفيضُ على دفاعِه عنها طلاوةً، ويمنحُ
سهامَ نقدِه حلاوة تطغى على المِ وخزتها، وعندي انَّ اسلوب المرءِ ليسَ
بصاحبِه كما قيل قديماً، بل هو ما يعرفه الناسُ عن صاحِبه، كان أسلوبُ
شكري يمثّل تماماً ما يعرفُه الناس عنه، فالناسُ لم تَر مِن شُكري فيصل إِلأَ
الخُلُقَ الرضيئَ، والتهذيب الجثمَ.
كان رحمه اللّه خفيفَ الصوتِ، يمشي على استحياء، يحسِنُ التخفص
إذا ما توقع العنفَ.
ومع ما اصابه من المٍ وشدّة من المشرف عليه الأستاذ الخولي بقي وفئأ له
مخلِصأ معه، فهو دائمُ الثناءَ والتقديرِ لكل من تلقى عنه، وفي ذلك يحذثنا
الدكتور شكري رحمه اللّه عن صلته العلمية بأساتذته في هذه الفترة فيقول:
"أنا مدينٌ إلى طائفةٍ من أساتذتي الذين أخذتُ عنهم!، فأمّا مع الدكتور طه
فقد كُئا طائفة من طلاب الدراسات العليا نسعى إليه في اميات ايام الأحد في
الكلية نقرأُ عليه كتابَ (الوزراء والكتاب) للجهشياري، واما مع الأستاذ
الخولي فذلك حين قرأنا بعض كتب البلاغة القديمة وفاق هذا المبدأ الذي كان
ياخذُ به استاذُنا ويدعو إليه: "قتل القديم فهمأ أول الجديد" وأما مع الأستاذ

الصفحة 20