كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

المبحث الثاني
الأستاذ المربي
لم توافِ سنة (952 1م) حتى شغلَ أستاذُنا وظيفةَ أستاذ مساعد لمادة
الأدب القديم في كلية الآداب بالجامعة السورية (جامعة دمشق) وبعدَ أربعِ
سنواتٍ رُفّعَ إلى رتبة أستاذ بلا كرسي، ثم كان استاذاً بكرسي، ليستمرَّ في
عمله حتى بلوغه الستين، فأحيل على التقاعد في: (1/ 978/1 أم) خلافاً
للتقاليد الجامعية التي كان الأساتذة يُعاملُون بها، حسدأ من المكابرين علئ
إنكار فضله، وبسبب ما تحلّئ به من عقيدة وفكر، وبسبب الجحود أيضاً
الذي لقيه من بعض زملائه وتلامذته الذين آذوه كثيراً.
وإذ ذاك فقد تلقفته الجامعات العربية التي عرفت فضله وعلمه، فقبل
عرض الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة أستاذاً للدراسات العليا فيها،
ورئيس شعبة الدراسات الأدبية منذ العام الدراسي (1401 - 402 أهـ)
فاضطلع بذلك حتى وفاته رحمه اللّه تعالى.
ولقد رفض أستاذنا عرضاً سخيّاً من جامعة في بلد خليجي دعته لتسلّم
عمادة كلية الآداب فيها فقال:
"اَثرتُ جوارَ رَسولِ اللّهِ ع! ي!. . وعلى كلّ حالٍ تجاوزتُ بفضلِ اللّهِ كلَ
الإغراءات التي رافقت هذه الدعوة، والتي ترافِقُ هذا العمَلَ، ولا أحسبني
قادراً على أنْ آستمرّ طويلاً في العمل، فانا أصبحتُ أُوثر البيتَ في دمثق على
كلِّ ما تعرفُ من مشاكل دمثق أو مشاغلها" (1).
(1)
من رسالة بعث بها إلى الدكتور عدنان الخطيب رحمه اللّه بتاريخ:
(4 1/ 1 1/ 4 0 4 أ هـ) من المدينة المنورة. أي: قبل سنة من وفاته.
22

الصفحة 22