كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

المبحث الرابع
شكري فيصل الأديب
لا شكَّ أنَّ أستاذنا الدكتور شكري يتميّزُ بأسلوبٍ خاصقّ في الكتابة يشبه
أن يكونَ الطابع عليه، بصفاته التي تأخذ القارئَ في مدارجَ من البلاغة قلّما
أتيحت لكثيبر من أهل العلم من أقرانه الذين لم يتمكّنوا من موهبة الكمَابة.
ويعرِفُ المقرّبون من أستاذنا أنَّ قلمه سيّالٌ، ينسابُ بين يديه، طيّعٌ
لا يخذلُه متى شاء، يمتجُ فيه مِنْ معينٍ ثز، وذخيرةٍ غزيرةٍ، تسعِفُه في
الفكرةِ من جهة، وفي التعابيرِ الجميلة المرصوفةِ بعضها إلى بعض من جهة
أخرى.
ولعل ملكة الكتابة الأدبية والاشلوب الانيق الذي أُوتيه الاشتاذ كان ولا
شكَّ مستنِداً إلى موهبةٍ فطريؤ، صقلها الأخذُ من العلم، وكثرةُ المطالعةِ
المبكّرة التي نشأ عليها منذُ نعومة أظفاره في أحضان خاله الذي أمدّه بكتبٍ لم
تكن تتوافر آنذاك عند كثيرٍ من الناس، يوم كان الكتاب عزيزأ نادرإً.
ثم إنّ الاشتاذ حين يمّم وجهه شطر مصر وجد أدباء اهتمّوا به، واهتمّ
بهم، لقي (الزيات) و (طه حسين) و (العقاد) و (أحمد أمين). . . وآخرين من
أصحاب الاشاليب الذين بهرت كتاباتُهم الشبانَ المتأدبين. . . فأخذ تعابيرهم
بطرفي، وترسَّم خطاها. ووجد نفسَه ولا شكَّ - وهو الموهوب - أنّ عليه أ ن
يعتني بكتابته إذا كتب، ويهتمّ بجملته إذا أنشأ، خصوصاً وانّه يطمحُ إلى
الكتابة في مجلاّت لها شأنُها ورواجُها، ولها كتّابها الذين لا يمكن أن تندرجَ
مقالاتُه بين ءمقالاتهم إِلا إذا راقث لذوق ذلك العصر عصر الأربعينيات من
القرن الماضي.
35

الصفحة 35