كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

هذا النحو؟ ا"كان يتلهّى بقول الشعر؟ أم كان يقول هذا الذي يقولُه لا! له كان
مدفوعاً إليه، مأخوذاً به، خاضعاَّ لَه، لا يملِكُ انصرافاَّ عَنه ولا تحويراً له؟ ".
أسئلةٌ شتّى مهمة، مِنْ بعدها أسئلة أخرى تميّزُ أسلوبَ أستاذنا الذي
نعرفه عنه في دراستنا عليه بالجامعة عندما كان يحاضر ويملي علينا دروسه في
الأدب والنقد، لا نصل إلى النتائج إِلا بعدَ أن نلهثَ وراءها في سلسلة من
التساؤلات.
وهي كما ترى ليست أسئلةً عاديةً، يرصفها من أجل تشقيق الكلام
والتفيهُقِ فيه، ولامن اجل إطالة البحث والدوران الفارغ حوله. . وإنّما
تعلّمنا منها نحنُ الطلاب آنذاك أن نطرحَ إلاشئلةَ، فطرحُ الأسئلةِ ليس عملاً
هيّناً، وقديماً قيل: "حُسْنُ السؤالِ نصفُ العلم ".
على انَ بعض من يعرفون الدكتور شكري يشيرون إلى تأثره بكتابات طه
حسين وأسلوبه المعروف له في كئرة السؤال أحياناً، وفي تكرار بعض الجمل
على نحو معين، وتقليب المعنى الواحد في كلمات مختلفات مما لا يخفى
على المثقفين، مما أعطى عميدَ الأدب العربي سمته الخاصة التي ميّزت
أسلوبه من أساليب الاخرين! أفكان الدكتور شكري متأثّراً به إلى هذا الحدّ؟
أكان يأخذُ منه بعضَ صياغاته؟ الذي يلاحَظُ أنّه يفعل ذلك إِلى حدٍّ ما، ولكنّه
احتذاءُ إعجاب لا تقليدٍ أو حكايةٍ، وأغلبُ الظنِّ أنَّه تأئر بطه حسين لكثرةِ
ما قرأ له، ولكًثرة ما تردَّد عليه في مصر، فكتب على نحو ما كتب فأحسن
وأجاد.
ولقد كُنّا في السنة الأولى بالجامعة - بمناسبة ذكر طه حسين -نكر 5 هذا
الرجل المسمى بعميد الأدب العربي (1)، أو كان بعضُنا يكرهه، وبعضنا
(1)
كان طه حسين عميد الأدب العربي في الجامعة المصرية كما هو مثبت على
كتابه (ذكرى أبي العلاء) طبعة عام (937 أم) وهو لقب إداري يعادل عميد
الكلية، ثم لما تحوّل اللقب إلى الأستاذ أحمد أمين بقي طلاب طه حسين
يطلقونه على أستاذهم (ن).
38

الصفحة 38