كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

كان لا ينتهي عادة من إعداد محاضراته ومقالاته إلا ليلة إلقائها أو عشية
إيرادها. . . كان يدعو جميعَ أصحاب الالمحكار الطيبة والائحاث القيّمة إلى
تجويد أساليبهم، والعناية بها، سعياً لإبرازِ أفكارهم، ونشر أبحاثهم على
اكمل صورة ".
ويتابع الدكتور عدنان الخطيب فيقول: "ومما لا شكَّ فيه أنَّ شكري فيصل
كان بطبعه الذي فُطِرَ عليه على أتم استعدإد للتسلج بأسلوبه الذي كان سلاحه
الوحيد، وأنَّ التربية التي نشأ عليها والتجارِبَ التي مرَّ بها، والثقافة التي
تمكّنَ فيها قد صقلت سلاحه حتى استقام بيده، فاستخدمه أروع استخدام ".
والمتتبع لما كتبه شكري فيصل بعد رسائله الجامعية يدرِكُ الطابع المميّز
لاشلوبه السلس الممتع. . . ليس أدلَّ على ذلك من التزام صاحبه به في حالتي
الاطمئنان والقلق، أو في حالتي الرضا والغضب لرأي يراه أو عقيدة يؤمن
بها.
! إلثعاعه الأدبي الذي كان يغزو قلوبَ طلاَّبه في الجامعات وأكدة
مستمعيه المعجبين بفكره وأسلوبه. . يصف الدكتور حسام الخطيب أسلوبه
في التدريس بقوله: "كان ينثر إبداعه في قاعة المحاضرات كما تنثرُ العروسُ
الدراهم، وكان كثيرٌ من هذا الإبداع ابنَ الساعةِ والسليقة، وكان يتمنَّى لو
سجل ذلك أو جمع ".
وأخيراً، فهذ! بعض ما يلاحط في أسلوب استاذنا، وإن كان يحتاج إلى
درإسة أعمق من خلال اساليب عصره. . . يمكن بهذ! أن يعطى حقه الذي هو
أهله.
***

الصفحة 40