كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

المبحث الخامس
العقيدة والفكر
لعلَّ أبرزَ ما كان يميّزُ أستاذنا الدكتور شكري فيصل عن كثير من اقرانه،
ما حمل بين جنبيه من فكر جرَّ عليه في بعض الأحيان تعباً، وحمَّله اعباءً ألزم
نفسه بها على مرّ الائام.
وأول عنوان من عناوين رسالته: العقيدة الإسلامية المغلفه بالفكر النّير،
والعمل الدؤوب، حملها في حياته كلها، في المنزل، والمجتمع،
والعمل، والحياة العلمية والتربوية.
كلُّ مَنْ كان حوله يعرِفُ إيمانه الذي يمتحُ منه في أعماله ومنطلقاته. نشأ
على حُبِّ اللّه والرسول ع! حمّ وطاعتهما، يلازِمُ العبادةَ، ويديمُ الاستيقاظ
المبكر لصلاة الفجر، ويجلس لأوراد 5 بعدها، وقراءة جزء من القرآن
الكريم، ويوجِّه طلابه لقراءة القرآن الكريم في الغداة.
وهو إلئ ذلك يحصي أمواله كلَّ عام ليخرجَ زكاتها إلى مستحقيها من
المحتاجين ممن يلوذون به، أو من أهل حيّه، فيخصِّصُ إعانات متواصلة
لبعض الأسر الفقيرة، ويوكل بها إذا سافر.
وله إلى جانب ذلك مبرّات وصدقات، منها تبرّعه لبناء جامع الشيخ
أرسلان الدمشقي بمبلغٍ كبيرٍ.
أما الحجُّ فله في قلبه منزلة أيةُ منزلةٍ، يشتاقُ معه إلى زيارر مثوى
النبيّ ع! ي! ولا أدلَّ على ذلك من رسالةٍ كتبها عام (389 أهـ) إلى صديقه
الدكتور عدنان الخطيب، وقد بلغه أنّه عاد من تأدية فريضة الحج:
41

الصفحة 41