كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

واستمّر أستاذنا يكافحُ بقلمه ولسانه على كلِّ منصّةٍ بالجامعة وفي النوادي
والمراكز العلمية، وفي المجلات والصحف. .
وفي سنة (954 أم) أراد أن يكونَ لا! كار 5 الوطنية أن تنتقل من التوجيه
إلى اتخاذ القرار التنفيذي، فرشّح نفسَه للانتخابات النيابية عن مدينة دمشق،
غير انه لم يحصل إِلا علئ أصوات المثقفين الواعين التي لم تكن كافيةً للفوز
بالانتخاب.
وفي عهد الوحدة بين مصر وسورية سنة (958 أم) رشّح نفسه لانتخابات
الاتحاد القومي عن حيّه، فنجح بأصواتِ غالبية الناخبين، مما أهّله ليصبجَ
في عداد أعضاء مجلس الأمة عن الإقليم السوري. وبقي فيه حتى وقع
الانفصال.
بعدها إنضمَّ إلى الجبهة العربية المتحدة التي تضمُّ الوحدويين العرب،
للعمل علئ إعادة الوحدة (1)، غير أنّ هذا ساقه إِلى السجن خمسَة
اشهبر (2)، تفرَّغ بعدها للتدريس لخدمة العربية وآدابها، والكتابة وحضور
الندوات العلمية والادبية، واختار قلمه ولسانه وسيلتين لتوضيج أفكار 5.
ولابد لنا من توضيج أمرين هامين من أفكاره:
1 - كان رحمه الله يعتقد أنَّ جميعَ ما حلّ في الأمة من الحروب والمآسي
والالام والتمزق والتفرقة؟ بدءاً من الحروب الصليبية، ومروراً بالاستعمار
الغربي، وانتهاء بالهجمة الصهيونية علئ فلسطين، إنّما كان المستهدف هو
الإسلام، وكان يقول:
"إنَّ هذه الهجمات المتتالية على امتنا كانت قادرةَّ عَلى محق العروبة
وأهدافها، غير أنها بقيت بالمرصاد صامدة، لأن الإسلام راسخٌ في نفوس
أبنائها".
(1)
(2)
حفل استقبال الدكتور عبد الوهاب حومد في مجمع دمسْق، ص 43.
أفرج عنه في (29 رجب 383 أ هـ= 5 أ كانون الاول 963 أم).
49

الصفحة 49