كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

المقدمة
تعود صلتي بالأستاذ الدكتور شكري فيصل رحمه الله إلى زمن بعيد، فقد
امتلأت منه عيني عندما كان بين الحينِ والاَخر يزورُ حئنا - حيئ العُقيبة - الذي
نشأَ فيه زمنَ صباه، ليصلَ أرحامه، ويصل بكبارِ أهل العلمِ والوُجهاء،
وكان مَقْدَمُه يلفِتُ الأنظارَ حقاَ، ويحيرُ الانتباهَ إليه، بما كان يلقئ الناسَ
بالبثاشةِ والكلام الطيًب الذي كنتُ أسمعه منه يخرج من فمه علئ استحياة،
وبنبرش متواضع! لَم تكنَ لتقلًلَ من قدره بين الذين يترددُ عليهم، وإنما كانوا
يبادلونه الود بالود، ممزوجاَ بالاحترام.
فلقا وجدتني في جامعة دمشق، وأنا في ايامي الأولئ فيها طالعني فجاةً
شخصُ أسعتاذنا، فخفق قلبي لمنزلتِه السامية في نفسي، ولكن عاد لي
رَوْعي سريعاَ لِمَا أعرف من شمائله، فتقذَمتُ إليه أحئيه، وسرعان ما رحبَ
بي، وصألني عن دراستي ومنهجي فيها، ثم دعاني إلى بيته ليرشدني إلئ
الطريقة المئلئ في دراسة الأدب. وسًرعان ما نشأتْ بيني وبينه من دون سائِرِ
الطلاب علاقة كأئها تمتد من زمنٍ طويل، هذه العلاقةُ متَنتها الأيامُ، ووثقت
عُراها علئ صغر سني وقَدْري، وعلئ كبر مكانته وسَعة علمه وفضله،
ووجدتني تلقاءَ رجل أخذتُ أزداد إكباراً له كلما امتدت السنوات، بالمقارنة
مع ما كنا نلقاه من جفاص بعض الأساتذة وشذَتهم.
وتقفبتِ الأيامُ، ف! ذا بي ارتبطُ به في كثيرٍ من المناسمبات، صماذا به
يشجًعُني علئ العلم والدأب والتحصيل والعمل ما وَجدَ إلئ ذلك سبيلاً، ثم
شاءت المقاديرُ أن أعملَ في (مجمع اللغة العربية) يوم كان العضوَ البارز

الصفحة 5