كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

بأسلوب استاذنا وكلماته الرقيقة المحببة وبيانه المشردتى وعواطفه الجياشة
وعرفانه بالجميل والفضل، وحبِّه الكبير لخاله كان هذا الإهداء في صدر
كتابه بهذه الجمل الموجزة البليغة الرائعة:
"إلى خالي!
الذي أراد اللّه أن يصطفيه إلى جواره قبلَ ان يملأَ عينيه من ثمرة الغرسة التي
انتزعها من أرضها ليزرعها في آرضٍ خصبةٍ من العلمِ، وفي جؤّ نضرٍ من
المعرفة، وفي دنيا مثرقةٍ بالفضائل والمكارم.
ثم مضى يبذلُ لها من ذاتِ يده، ومن ذاتِ رُوحِهِ العونَ والنُّصْحَ.
ويثيرُ فيها دفقةَ الحسِّ ورقةَ النفسِ
وينمِّي عندَها إرهافَ العواطِفِ، وصفاءَ المشاعرِ.
ويشقّق فيها مساربَ الجمالِ والذَّوْقِ
ويعلّمها كيف تتحرَّرُ من عبودةٍ وشهوةٍ
ويحلِّقُ بها على جناحينِ من العلمِ والتقوى
حتّى أنزلها من ذلك كلِّه هذه المنزلةَ التي تعتزُّ بها
إلى روح خالي. . .
محدّث الشام الأستاذ الشيخ محمود ياسين
الذي يدينُ له جيلٌ من الناس في أطراف الشام بنصاعةِ الشعورِ الديني
السامي ونعمةِ الحياةِ العلمئةِ في ضروب الثقافةِ الإسلامية.
وجمالِ التعاون على الحقّ والخير والمعروف
أهدي هذا الكتاب
فهو روحٌ من روحه، وعبق من عبقه
وفاءً ببعض حقه
وإيماناً بفضله
54

الصفحة 54