كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

وعهداً أن أمضيَ في الطريق الذي بدا حتى نلتقيَ في دنيا الخلود.
وتعويضاً عن الحياة التي كنتُ أحبُّ أن أعودَ إلن دمشق، فأملأَ منها نفسي
ثم عدتُ لأنثر على قبزِ الطاهر دموعي، وهذه الباقةُ من الأزهارِ البيضاء" (1).
أما زوجة خاله (2): فقد خضَها بمقالة رثاء تعبيراً عمّا يكنّه لها من احتر!!
وتقديير، ووفاء لها، ابتدأ المقالة بقوله:
"كانت كشعلة متقدة من نشاط مجنّح، كوكبة عزم لايني ولا يتوقف،
كانت لها حدّةُ سيفٍ مصقولٍ في يد بطل، واندفاعةُ فدائي في معركة وجودٍ،
وكان لها - إلن ذلك - قلب كبير كبير، يتّسعُ للناسٍ مرةً إذا أصابوا، ومرّاتٍ
إذا هم أخطؤوا. . ماعرفتِ الحياةَ إلاَ خدمة للذين يعانون الحياة،
وما أدركتْ منها إلا لذه الغلبةِ على مصاعبها.
من هنا كان أكثر الذين أحبتهم، وانحنت تحدِبُ عليهم في عطفٍ، هاتان
الطائفتان اللتان تقفان على طرفي الحياة: الأطفال الذين يقبلون عليها،
والمسنون الذين ينصرفون عنها. . . ".
وقد قسّم مقاله إلى أربعة أقسام: ا -حياة. 2 - مرض. 3 - موت.
4 - وماذا؟ وعن الموت قال:
"وانشقت السماءُ لتستقبل وجهاً ملائكيّاً كانت أرسلته إلن الأرض على
صيغة إنسان. . وألقي في روعنا هاتفٌ علويّ يؤدي في ترتيل بارع، وكانه
صوت يلفُّ الأرض يحتويها. . . سمعنا منه: " وَصلمَن ضَافَ مَقَامَ رَّ؟! جَنَّنَانِ! فَبِاىِّ
ءَالَآِءرَلِبهُمَاتُكَذِّبَانِ" أ الرحمن: 46 - 47) " ثم يختم مقاله بقوله:
"يا ويلي. . وإذن فلن يفتح أمامي هذا الباب مرة أخرى. . . لن ينفرج عن
هذه الإنسانة الملاك تستقبلني. . . تطبع على خدي قبلتها، وآنحني على
يديها أقبلهما، لن تمتدّ يدُها تمسحُ وجهي وتقول وهي تلمحُ إعيائي، في
(1)
(2)
مقدمة المجتمعات الإسلامية.
وهي والدة زوجته السيدة أم معتز.
55

الصفحة 55