كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

مشرفه واساتذته وأصدقائه وزملائه وطلابه، فهو دائماً يردُّ الفضل إلى
ذويه، ولا ينسى لاشاتذته الأوائل في مكتب عنبر فضلهم وتوجيههم نحو
علوم اللغة العربية وخاصّةًالادب. وفي ذلك يقول:
"فقد حُئبَ إليئَ الشاعر (النابغة) من خلال بعض الدروس التي استمعت
فيها، أيام كنّا في مرحلة الدراسة الثانوية، إلى أستاذنا الجليل المرحوم
العلامة محمد سليم الجندي - أجزل اللّه له الثواب -. وكان - رحمه اللّه - تكرّم
فأذن لي أنْ أعلِّق دراسته التي أعدّها عن النابغة، حين كانت كراري!
مخطوطة معروفة يعرفها الصفوة من طلابه، وهي الدراسةُ التي طبعت بعد
وفاته - أفسح اللّه في خلده - باسم: النابغة الذبياني " (1).
ومن أساتذته في مكتب عنبر الشاعر الكبير محمد البزم، وكان أستاذنا
معجباً بعلمه وفصاحته، وبلغ من إخلاصه ووفائه له أنّه لما بلغ به المرض،
وعجز عن متابعة التدريس حلَّ محله في التدري! تطوعاً ونيابة (2).
وقد سبق أن تحدّثنا عن صلته بأساتذته في مصر، وأنّه كان مدينأ إلى
طائفة منهم كالدكتور طه حسين، والأستاذ أمين الخولي، والأستاذ إبراهيم
مصطفى، والدكتور عبد الوهاب عزام.
وفي مقدمة كتابه "حركة الفتح العربي " يكرّرُ شكره لأستاذه أمين الخولي،
مع ما كان من خلاف كبير بالرأي بينهما:
"وأنا أعيدُ هنا شكر أستاذي المشرف الأستاذ الجليل أمين الخولي، فقد
عوّدني الصبر، وحبّب إليئَ الأناةَ، وأخذني بالعمل الدائب، وردّني مرة ومرة
إلى ما يجب أن يأخذَ به الدارسون أنفسَهم من النهج العلمي، ومن الروح
العالية التي لا تضيق بالطرق الوعرة الشاقة ".
وخصَّ استاذَه طه حسين بوفاء خاصّ، فقد قام بعمل كبير هو جَمْعُهُ أَشْهَرَ
(1)
(2)
مقدمة ديوان النابغة صنعة ابن السكيت، ص ج.
الموقف الأدبي، العدد 178 - 179، ص 312.
58

الصفحة 58