كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

"وكان في كلية الآداب طائفة من طلابي أعانوني في النسخ أو المقابلةِ،
يسّرَ اللّه لهم سُبُلَ التعلّم والتعليم وشكر لهم " (1).
وأستاذنا لا يرى خُلُقَ الوفاء خاصّاً بالتصرّفات اليومية العادية، وإنّما
ينقل معه هذا الخُلق إلى أعماله العلمية، فهو يثني علئ من أوتي خلق الوفاء
العلمي وذلك بماسناد القول لقائله، فنجده يشكر لصديقه الأستاذ ظافر
القاسمي رحمه اللّه صنيعه في كتابه "نظام الحكم في الشريعة والتاريخ " بقوله:
"ويتميّزُ هذا المنهج (2) من نحو خلقيئ بالوفاء للذين كتبوا أو ألفوا في هذا
الموضوع من قبلُ، وهو خلقٌ أضحى عند كثيرين خلقأ نادراً، فهم ينقلون
الصفحاتِ من مصادرهم، ويتعرفون من خلال كتابٍ أو بحثٍ إلى المشكلة،
ثم يتجاوزون الوقفة عند الكتابِ الذي دلّهم، بله الإشارة إليه عندما يتحدّثون
عن المشكلة، ولست أشيرُ إلى ما وراء ذلك مما يجترحون، فأنا لا أتحدّثُ
عن عملية السطو، ولكنّي أتحدّث عن عمليات التأليف " (3).
2 - تواضعه:
كان خُلُق التواضع الذي تميَّزَ به الدكتور شكري خُلقاً عفويّاً فيه، عرفه عنه
الناسُ كلُّهم، صغيرُهم وكبيرُهم، ولذا اوتي محبّةً في نفوس الناس،
وخاصّةً في نفوس طلابه الذين التفّوا حوله، فضمّهم إليه بحنانه ورعايته
وتوجيهه، وأحبَّ أن يرقى بهم في مدارج العلم ومناهلِ العرفان، لم يَعْرِفْ
عنه طالبٌ أنه تجهَّم في وجهه، أو قسا عليه في الكلام، أو أعرضَ عنه حين
السؤال. . . حتى ليظن بعضُ الطلاب انَّ له في قلبه مكانة خاصّةً مِنْ بين
الطلاب كلّهم.
(1)
(2)
(3)
أبو العتاهية، ص 8.
أي: منهج الاستاذ القاسمي.
طبع في بيروت بدار النفائس سنة (394 اهـ= 974 ام)، وعرّف به الدكتور
شكري فيصل في مجلة المجمع سنة (395 أهـ- 975 ام).
60

الصفحة 60