كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

فقد فارسٍ من أكبر فرسان العربية، وعالِيم وهبَ نفسَه للعلم. رحمه اللّه
تعالى.
واستقبل أهلُه وأصدقاؤه المعزّين بدمشق بدار ابن عمه وأخيه من الرضاع
الاشتاذ عبد الفتاح فيصل في أيام (12 و 13 و 14 آب 985 أم).
ورثاه الشاعر عبد الرحيم الحصني في قصيدةٍ بعنوان (في ذكرى الحبيب
شكري) (1) نقتطف منها الابيات التالية:
أَشْرِقْ مِنَ الخُلْدِ وَلْيَانَسْ بِكَ البَلَدُ واسْلَمْ فأنتَ لنا أَمسٌ وأنتَ غَدُ
وامْسَحْ بمراَكَ ما أَدْمَى جَوَانِحَنَا مِنَ الحنينِ فَقَدْ أَوْدَى بِنَا الجَلَدُ
وَاسْأل دَوَاتِكَ هَلْ جَفَّ المِدَادُ بِهَا ما لليَرَإعِ عَنِ الاوراقِ يَنْفَرِدُ
كَمْ مِنْ أنامِلِكَ انْسَابَتْ لنَا قِيَمٌ عَلَى الطُرُوْسِ فكانَ الوَعْيُ وَالرَّشَدُ
فَكُلُّ نُقْطَةِ حِبْرٍ للهُدَى قَبَسٌ وَكُلُّ وَمْضَةِ حَرْفٍ لِلنُّهَى رَصَدُ
فأَيْنَ تِلْكَ القُطُوْفُ الدَّانِياتُ وَقَدْ مَالَ الشِّرَاعُ بنا، وإنْحَلّتِ العُقَدُ
متارِفٌ من رياضِ الفِكْرِ وارفةٌ تُسَلسِلُ العلمَ صهباءً لِمَنْ يَرِدُ
كانتْ لنا العروة الوُثْقَى فَكُلُّ هَوًى مِن خَمْرِهَا يُسْتَقَى مِنْ أَرْضِها يَفِدُ
أعِدْ لأَيّامِنا الغَرّاءِ سيرتَها الأُوْلَئ، فَمِنْ عِنْدِكَ الإِمْدَادُ والسَّنَدُ
يا زَاهِداً كلَّ نعماءً يُؤمِّلُها مِنْ هذِهِ الدَّارُ قلبٌ طاهرٌ وَيَدُ
أخلصتَ للعلمِ والأجيالِ مُكْتَفِياً بِمَا يَؤُوْلُ إِلَيْهِ الكدُّ والود
وَمَا طَمِحْتَ لأِلْقَابٍ ولاَ مُتَع وَقُلتَ حَسْبي مُنًى أَنْ يَسْلَمَ الجَسَدُ
مِن هاهنا العُلَمَاءُ امتازَ مَوْقِعُهم في العالمينَ بما عَفُّوْا ومَازَهِدُوْ!
وقد وصلتْ برقياتُ التعزيةُ إلى "مجمع اللغة العربية " بدمشق واتحاد
الكتّاب العرب، وإلى أسرته، ومن هذه البرقيات الواردة إلى مجمع دمشق
نورِدُ ثلاثاً منها (2):
(1)
(2)
القصيكة كاملةً في مجلة الموقف الأدبي، العدد 178 - 179، ص 4 32 - 328.
شكري فيصل وصداقة خمسين سنة، للدكتور عدنان الخطيب، ص ه 7.
65

الصفحة 65