كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

الخفقان ليلةَ السبت (17/ 11/ 405 اهـ- 985/ 8/3 ام)، ونُقل من
جنيف إلى المدينة المنورة في (0 1/ 8/ 1985 م) ليرقد بجوار الرسول مج! يوّ في
بقيع الغرقد آمناً مطمئناً مع الذين أنعم الله عليهم من الصحابة والشهداء
والصالحينَ وحَسُنَ أولئك رفيقاً.
وبقيت ذكرى الأستاذ الجليل تسري في عروقي مع دمائي، تزداد ألقاً
يوماً بعد يوم، وأنا أتذكَّرُ شمائله العطرة، وأخلاقَه الطيبة، لا يغيبُ عن
عيني شخصُه المحبوب، ولا تتبدَّدُ طلعته البهية، ولا تنمحي بسمتُه البريئة
وبقي في نفسي أنموذجاً يُحتذى للعالم المخلص الصادق الغيور، والمربي
الرؤوم، والصّديق الصدوق، إذ كان علماً شامخاً أبداً في كلّ مرحلة من
مراحل حياته، وفي كلِّ حال من أحواله، وفي كلِّ شانٍ من شؤونه.
ولهذا فسرعانَ ما لبّيتُ طلبَ الأستاذ الفاضل محمد علي دولة صاحب
دار القلم بدمشق في إصدار كتاب عن الدكتور شكري فيصل ضمن سلسلة
علماء ومفكرون معاصرون، فلا أجدُ نفسي أوفيه حقّه، ولا اقومُ بجز! ممّا
له عليَّ من فضل ومنَّة. فما هذه الصفحات اِلا سطورُ وفاءًاقدِّمها لروح
أستاذي بيدٍ خجلى، وقلبٍ مضطرب، لعلّه يرضى عنّي وهو في سكينة
مستقرّه الطاهر.
رحمك اللّه أيها الشيخ الجليل، وآنسكَ في مثواك الذي نزلتَ، وأنزل
عليك سابغَ رضوانِه، وغفر لك، ورفعَ منزلتك في الفردوس الأعلئ.
ولا بدَّ لي في ختام هذه المقدمة إِلاَّ أن أتقدَّمَ بالشكر الجزيل لأخي
وصديقي الدكتور نزار اباظة لتكرّمه بقراءة الكتاب قبل طبعه، وإبداءَ
ملاحظاته المفيدةِ فجزاه اللّه خيراً وباركَ فيه.
دمشق: غرة رمضان 430 1 هـ
22 اَب 9 0 0 2 م
د. محمد مطيع الحافظ

الصفحة 7