كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

كان غرضُ الدكتور في هذا الكتاب النفيس "دراسة مناهج البحث في أدبنا
العربي والطرائق التي غلبت على الدراسات الأدبية، والنظريات التي تتحكم
فيها من ورائها فتوجهها هذه الوجهة أو تلك" هذا الغرض هو القريب، أما
الغرض البعيد فهو رسئم منهج لدراسة الأدب العربي تستفيضه من خلال هذا
العرض الناقد للمحاولات المختلفة، وهذا التعرُّف المتعمّق للنظريات المتباينة
التي تنازعت تأريخ الأدب العربي في الدراسات القديمة والدراسات المحدثة.
واعتمد الدكتور في بحثه انّه "خير للأدب أن ينطلقَ فيسعى إلى منهج
جديدٍ، يضب! دراسته، ويوحِّدُ وجهته، ويجعله ينشد وجدانه في هذه
المدارس الفنية العميقة، بدل أن ينشدها في مظاهر خادعةٍ من وحدة العصر،
أو وحدة المنشأ والوطن، أو وحدة الغرض والموضوع ".
ولم يكن هذا وحد 5، وإنّما نظر الدكتور فرأى انَّ درسَ الأدب العربي لم
يزل ضئيل الحظِّ من النماء، قليلَ النصيب من النضج، فالدراسات الإنسانية
الأخرى تتقدّم، أمّا دراسة الادب فلا تزال في مكانها من البساطة حيناً، ومن
الغموض حيناً آخر، وعلّةُ هذا التأخر ترجعُ إلى فقر المناهج، وعدم وجود
منهجٍ يضبط درس الادب، ويصحّح منهجه.
ولذا كان اعتمادُ الباحثين في دراسة الأدب علئ تقسيمه إلى عصورٍ، وفي
كلِّ عصرٍ نشهدُ هذا الشاعر أو هذا الكاتب من هذه القمم الشامخ! ة، او التي
خُيّلَ للباحثين ذاتَ يوأ انّها وحدَها القمم الشامخ! ة.
هذ 5 البواعث كلها هي التي استثارت الدكتور أن يدرسَ اتجاهات البحث
في إلادب العربي ومناهجه، بعد أن ارتفعت الدعوةُ في مصر وفي كلية
الاَداب بوجهٍ خاص إلئ الدراسة الإقليمية للأدب العربي.
ومن هذا المنطلق خصص هذا الكتاب لدراسة ست نظريات تعاورت
دراسة الادب العربي حديثاً، لكي يخلصَ من هذه الدراسة الشاملة إلى
المنادإة بطريقة جديدة إعتمدها في دراسة الادب.
وفيما يلي أقدّمُ دراسةً موجزةً للنظريات الست:
72

الصفحة 72