كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

أولاً - النظرية المدرسية:
هذه النظريةُ تقوم على قسمة الأدب العربي إلى العصر الجاهلي، وعصر
صدر الإسلام، وعصر الدولة الأموية، وعصر الدولة العباسية بما فيه الأدب
الأندلسي، وعصر الدول المتتابعة، وربّما خُصَّ عصر النهضة الحديثة
بتسمية مستقلة.
وأبرزُ ممثلي هذه المدرسة: حسن توفيق العدل، والشيخ أحمد
الإسكندري، وأحمد حسن الزيات (1).
وينتقد الدكتور شكري هذه المدرسة، لأنها تربط بين السياسة والأدب،
فالتيار الادبي لا يمكن أن يُحَدَّ ببدء عهدٍ سياسي وإنقضائه.
ويأخذُ على هذه المدرسة تشبثّها بالعامل الزمني، ونسيانها أثرَ العامل
المكاني، وهو فرق نلمسه في التباين بين شعر البادية وبين الشعر المتردد في
جنان الشام وأرض السواد ودجلتها، وأنفاس الحضارة في بساتين قرطبة.
وقد رفضَ الدكتور هذه النظرية لأنّها أصيبت بالجمود، ووقفت بالدراسة
الأدبية عند القمم الشامخة مِنْ كلِّ عصر. في حين أنَّ دراسة واحد من المقلين
النوابغ تكشف عن كثير من الخبيء المستغلَقِ في تاريخنا الأدبي.
وعلى الرغم من أنّ هذه المدرسة قد أدّت خدمةً لدراسة الأدب إلاَّ أنَّ من
حقّ التطور أن يسعى إلى إقامة بنيانٍ جديدٍ يكون من شأنه تفادي عيوب
النظرية المدرسية.
ثانياً - نظرية الفنون الأدبية:
في مقدمة كتاب (تاريخ آداب اللغة العربية) لجرجي زيدان بذورُ محاولةٍ
جديدةٍ في سبيل دراسة الأدب العربي وفق ألوان هذا الأدب، أي إنّه اعتمد
تقسيم النشاط الادبي على موضوعاته، أي فنونه المختلفة كالغزل، والوصف،
(1)
بلغت هذه المدرسة نضجها على يد الدكتور شوقي ضيف، انظر كلام الدكتور
شكري فيصل، ص (16 1)، فهو يشهد لهذه المدرسة.
73

الصفحة 73