كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

ثالثاً - نظرية الجنس:
نقطة الارتكاز عند أصحاب هذه النظرية أنَّ العرب حملوا راية الإسلام من
الجزيرة العربية إلئ أطراف الأرض، كما حملوا إلى العالم في شرقه وغربه
اللغة العربية، واستطاعوا في وثبةٍ جريئةٍ وفترةٍ وجيزةٍ تعريبَ البلاد التي
فتحوها، فغدت شعوب هذه الارض تدين بالإسلام، وتتكلَّم اللغة العربية،
وتقول الشعر، وتدبّجُ الخطب، وتحبّر المقالات والعلوم.
على أنّ هذه الشعوب لم تذبْ في البوتقة العربية، بل ظلّت تحتفط بكثيرٍ
من جذورها وخصائص! ا.
وتتلخّص هذه النظرية: في انّ الأدب العربي لم يكن أدبَ العرب
وحدَهم، ولكنّه كان في جملته أدب الامم التي دخلت في الإسلام. كما أنَّ
بين هذه الاخناس التي أظلها الإسلام فروقاً أصيلة مادةً ومعئى، وبقيت هذه
الفروق أو كثيز منها لتصبحَ مادةً أصيلة في التكوين الادبي.
ومن منطلق هذه الفوارق العرقية دعا بعضُ الباحثين إلى دراسة الأدب
العربي على أساس الأجناس، فندرس الادب العربي الذي تفرّد به العرب،
وندرس الادبَ العربيَّ الذي صاغه الأدباء الفرس بالعربية. . .
لم تستجب هذه الدعوة لدرإسة الادب على الوجه المطلوب، لانها تنطلق
من مفهوم غامض هو أثرُ الوراثةِ العرقية في النتاج الأدبي، فالإسلامُ ساوى
بين المسلمين في الحقوق والواجبات، واندمج المسلمون بعضهم في بعض
اندماجاً واسعاً بحيث لم يعد ميسوراًالقول بوجود شاعر من عرقٍ صافٍ،
وإخر من عرق هجين.
رابعاً - النظرية الثقافية:
تنظر هذه النظرية إلى الأدب على أنّه ثمرة من ثمرات الثقافة، تتبلور فيه
طائفة من المشاعر والأفكار، وتصطلجُ عليه مجموعة من التصورات والاخيلة
فيتحدّث عنها، ويؤدّيها في صورة من صور الاداء النثري أو الشعري.
75

الصفحة 75