كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

الأطلال، ووصف المحاسن، ومشاهد التحمل والارتحال، ثم انتهى إلى
النتائج التي تتيحُها دراسةُ هذه النصوص في التعرّف إلى ما بين الشعراء من
تخالف أو تاَلف، وفي إدراك مميزات الجاهليين.
وفي الباب الثاني: عصر صدر ايإسلام كان هذا التطوّرُ الذي طرأ على
الحياة النفسية والاجتماعية، فكان لابدّ للبحث من مقدمتين عامتين:
اولاهما: في الحديث عن موقف الإسلام من الحياة العاطفية، ومن
الحبِّ خاصة.
والأخرى: في الحديثِ عن موقف الإسلام من الشعر والشعراء.
ثم تحدّث عن الذي آل إليه شعر الغزل في هذا العصر، ووقف وقفة
متمهلة عند بعض الشعراء المخضرمين، وعند شاعرين كان لهما مكانهما
البارز في حركة هذا الشعر، هما أبو مِحْجَن الثقفي، وحُميدبن ثور
الهلالي، فالأول لم ينجُ من أهواء الخمرة، والثاني لم يستطعْ أن ينجو من
أهواء الغزل.
وقد أبان في دراسة هذا الباب عن نواحي الجدّة والتميُّز عند هذين
الشاعرين، ورصد ملامحَ حياتهما، وخصائص شعرهما. . وتكشّفت
شخصيةُ حميد الشعرية عن جديدٍ في الأسلوب ومستطرف من الصياغة.
أما الباب الثالث فقد خصه بدراسة الغزل في العصر الأموي، موزعأ بين
قسمين كبيرين: دراسة الغزل العذري، ودراسة الغزل العمري.
ومهّد لذلك بدراسة الشعر في العصر الأموي، وكيف آلَ إلئ أن يكونَ
قريباً في مفهومه من الشعر في العصر الجاهلي، وما كان من أثرِ الحياة
الدينية والاجتماعية والفنية في ذلك.
ثم مضى يتتبّعُ الغزل العذري، فعرض نشأة هذا الحب، وعرّف
بخصائصه، ووقف عند جميل، على أنّه ممثل لهذه النزعة في الحبِّ
والشعر، وأطال الوقوف عند شعره، فدرس أربعاً من مقطوعاته دراسةً
مطوّلة، ثم جاز ذلك إلى الحديث عن الطوابع العامة لهذا الغزل.
88

الصفحة 88