كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

واضحاً، فكانت مدرسة للمثقفين، ومدرسةً لعامة المتعلمين، ومدرسةً
لتخريج الناشئين.
بما تقدّم كشف أستاذُنا عن اهميّة المجلات، وذلك في المحاضرات
الثلاث الأُولى، دعا فيها إِلى نهجٍ جديد في تاريخ ادب العصر ودراسته، ثم
طبَّق في سبع محاضرات النهجَ الذي دعا إليه على (مجلة المجمع العلمي
العربي) بدمشق في مباحثها اللغوية.
فبعد أن فرغ من الكلام على المجلات وتأثيرِها انتقل في محاضراته
الرابعة والخامسة والسادسة إِلى الكلام على مجلة (المجمع) بدمشق بوجه
خاص، فكان منصفأ كلَّ الإنصاف في اعترافه بأنّ هذه المجلة مثّلث جانباً
عظيماً من ادبنا خلال الأربعين السنة التي مضت عليها.
لم يغادر الدكتور شكري فيصل شيئاً ممّا يتصل بالمجمع من حيث
التعريف بالمجمع: نشأته وأعماله، ثم بالمجلة من حيث أبوابها وأقسامها
ومعالمها والسمات الخاصة بها من بداية صدورها واستمرارها، ومواعيد
إخراجها، ولكنّ الموضوع الذي تولمّع فيه وتبسّط إنّما هو موضوع المباحث
اللغوية في مجلة (المجمع) فهذا الطابع اللغوي في رأيه هو الغالِبُ عليها،
فقد كانت ترمي إلى إصلاح اللغة والنهوض بها، ولقد تتبّعَ هذه الموضوعات
تتبعأ دقيقأ دلَّ علئ سَعةِ صدره، فأحصى هذه الموضوعات في المجلة في
خلال الأربعين سنة، وأحصى أصحابها، وبيَّن روحَ كلِّ واحد منهم في
مبحثه.
وأراد أستاذُنا في دراسته هذه عن مجلة المجمع أنْ يبيِّنَ الدراسات اللغوية
فيها مِنْ حيثُ التعريف باللغة العربية وخصائصها، والعلاقات والمقارنات
والتأثيرات بين العربية وغيرها، والدراسات اللغوية الموقوفة على عصورٍ
بأعيانها، أو كتبٍ بذاتها، وموضوعات الفصحى والعامية، وكذلك
اللهجات، والأبحاث النحوية والصرفية، ومقالات الكتابة والخط، وتعليم
اللغة ومعاجم اللغة، ونشر الرسائل والكتب اللغوية.
92

الصفحة 92