كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

وخصَّص الدكتور محاضرتيه السابعة والثامنة في وجوه البحث اللغوي
ومراحله في المجلة، وذلك في دراسة الكلمات اللغوية وتفسيرها،
وتصحيح لغة الكتَاب والمؤلفين، وتنقية لغة الدواوين ولغة الجرائد من
الدخيل، وإبعادِ الكلمات الأجنبية، والأساليب العامية، وإحياء الفصيج،
ووضع المصطلحات العل! ية، ودراسة اللغة تاريخيّاً، والخصومات حول
التجديد اللغوي.
لقد تتبع أستاذُنا هذه الموضوعات تتبعاً دقيقاً يدلُّ علئ سعة اطلاعه،
فأحصى هذه الموضوعات في المجلة في خلال الأربعين سنة، وأحصى
اصحابها، وبثن روح كلِّ واحل! منهم في مبحثه.
في المحاضرة التاسعة تحدّث عن طوابع البحث اللغوي في المجلة فذكرَ
تنؤعَ أبحاثها اللغوية القديمة والحديثة كعلم وفقه، وتنوعَ الباحثين والعلماء.
أمّا المحاضرة العاشرة فلاحظَ ان الهدف الرئيس والكبير الذي يرتسم علئ
الأفق اللغوي من وراء هذه البحوث إنّما هو المحافظة علئ اللغة، والرعاية
لسننها، والوفاء لأساليبها.
ولقد عئر الأستاذ شفيق جبري عن أهمية هذه المحاضرات بقوله: "وإذا
كان لي ما أقرُّ به في هذا المقام، فإنِّي اُقرُّ بمبلغ خدمة الدكتور شكري فيصل
لمجمعنا، فقد أظهرَ أعماله أتئمَ إظهار، ووضجَ فضله أكملَ توضيح،
ولاسيما في إشارته إلى محافظة المجمع على اللغة، وما يخالِطُ هذه
المحافظة من الاعتزاز، ولا بأسَ بأنْ أؤيد شعوره هذا ببعض كلامه، فقد
جاء في إحدى محاضراته ما يلي:
"ويبدو انّ هذه المحافظة كان يرافِقُها نوع من الشعورِ الحاد بالاعتزاز
القومي الذي لا حدَ له باللغة، والتفاني في سبيلها، والإيمان المطلق بانها
من العرب بمثابة العمود الفِقْري، بل إئها لتشبه الجملة العصبية إذا فقدوها
فقدوا ذاكرتهم وتفكيرهم. . . فيها تستقرُّ ذكرياتهم المشتركة، ومطامحهم
البعيدة، واَمالهم والامهم. . . وفي ألفاظها تتجشدُ مطامحهم ومشاعرهم،
93

الصفحة 93