كتاب شكري فيصل العالم الأديب المجمعي

إنّهم في رنين أصواتها وحركاتها يجدون أصواتَ أجدادِهم ورنينَ الأفراح في
مستقبلهم ".
وإذا رجا الاشتاذ أن يكون أثرُ محاضراته في نفوس الذين سمعوها إغراء
بالدراسة، وإثارةً للتنبيه، وإنارةً للطريق، فقد تمَّ له ذلك، ولئن كان له
فضلٌ في التنويه بمجمعنا العلمي والتعريف بمجلته، فإنّ له مثل هذا الفضل
في إشادته بالمحافظة على هذه اللغة في عصر كانت الأذوا! تىُ ترغبُ فيه عن
هذه المحافظة، وتعبثُ بالميراث الضخم الذي خلَّفه لنا الماضي، وهو
ميراث اللغة عنوان عظمة العرب في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ".
بح! -! 3 -
6 - الحركة اللغوية في الوطن العربي (918 1 - 975 1 م)
أدلة بكتبها وأبحاثها ودراستها (1)
هذا الكتابُ هو آخرُ مؤلّفات استاذنا -رحمه الله - أتمّ تأليفه بالمدينة
المنورة، قبل سفره إلى سويسرة لإجراء العملية الجراحية وطبع بعد وفاته
بمتابعة وإشراف كل من د. محمد مطيع الحافط و د. رياض عبد الحميد مراد.
وكان الدافعُ إلئ تأليفه خدمة العربية بعد أن تعذَّر العملُ لها في الساحات
الأخرى، وكانت الغايةُ تيسير السبيل أمام العمل اللغوي بعد ان أضحتِ اللغة
هي اكثرَ ما ابقت الأيام من روابط بين البلاد العربية.
وذلك لا! الفكر العربي عانى ازمة تكرار الجهود في كثير من الميادين،
وكان أشدّ المعاناة في ذلك في ميدانين اثنين: ميدان الحديث عن الوحدة
العربية، وميدان الحديث عن اللغة العربية.
وقد قدّر لأستاذنا أن يتابع ذلك، ويشارك فيهما كتابة ودراسة وعملأ،
فوجد نفسَه أمام الكلام المكرور المعاد. . فما أكثر المؤتمرات! وما أكثر
الدراسات! وتكاد التوصيات ان تكون متشابهة!. .
(1)
مطبوعات مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي بالتعاون مع دار طلاس
بدمشق (12 4 أ هـ- 992 أم)، 0 24 صفحة + 7 صفحات مقدمة.
94

الصفحة 94