الشريعة في عقود التأمين، وبيع أوراق اليانصيب، وشركات الإدخار،
وأعمال البنوك والمصارف، والتصدير والاستيراد والتوفير، واعمال بورصة
القطن، وكل ما يواجه المسلمين الاَن من المصالج المتجددة والمضاربات
المتعددة؟ لأن المسلمين لا يمكن أن يعيشوا في عزلة، لا يتبادلون مع الأمم
علاقات ومعاملات، ولا بدّ لهم ان يعرفوا حكم اللّه في اعمالهم " (1).
المطلب الثالث
جهود الشيخ خلاف في تجديد الفقه
اهتم الشيخ عبد الوهاب خلاف رحمه اللّه بتجديد الفقه الإسلامي،
وكتب عدة مقالات دعا فيها إلى تجديد الفقه الإسلامي وتطوير 5 ليسايرَ
تطوّرات الناس، ومن ذلك "كيف يساير الفقه الإسلامي تطور المسلمين؟ "
جاء فيه: " إن الفقه الإسلامي لما كان ناميأ متجدداً في عهد الصحابة وفي عهد
التابعين والأئمة المجتهدين ساير مصالج الناس، ووفى بحاجاتهم، ولما
كان مرعيّاً بالتعهد والتجديد بعض الرعاية في عهد التقليد للأئمة المجتهدين
ظل كذلك يساير التطورات ويحقق المصالج. ولمّا وقف وحمد بسد باب
الاجتهاد المطلق، وسدّ أبواب الاجتهاد المقيد وقف عن مسايرة التطور
والمصالج، وبهذا تمكن بعض ولاة الأمور من التشريع بالأهواء والتقنين بما
يحقق أغراضهم، سواء اخالف المجموعات الفقهية ام وافقها، وأدّى ذلك
الجمود وهذ 5 الفوضى إلى أن سُنت للمسلمين قوانين من غير فقههم،
واصبحوا عالةً على غيرهم في التشريع، كما أصبحوا عالة على غيرهم في
الحرب والاقتصاد والتجارة وسائر مرافق الحياة.
وليس العيبُ عيبَ الفقه، وإنما العيب عيب المسلمين واستكانتهم
للضعف، وسوء الظن بأنفسهم، ولن يصلح الفقه الإسلامي لمسايرة تطور
(1)
واجبنا في خدمة الفقه الإسلامي لخلاف، لواء الإسلام، السنة الخامسة،
(1951 م)،ع (6)، ص: 350.
155