كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

إضعاف العالم الإسلامي من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والعلمية.
وفيما يلي بيان لهذه النواحي:
آولاً - من الناحية السياسية: استولت فرنسة على مراكش بالإضافة إلى
الجزائر، واستولت إيطالية على ليبية، ثم انتزعتها منها إنكلترة، وأقاموا
فيها دولة للسنوسيين، واحتلّت إنكلترة مصر في سنة (1882 م) احتلالاً
فعليأ، ولكنّ الدولة العثمانية ظلت تنازعُها السيادة من الناحية القانونية،
حتى قامت الحرب العالمية الأولى سنة (1914 م) وبقي للمسلمين في هذا
القرن دولتان، ولكنّهما ضعيفتان: الدولة العثمانية التركية بقيادة السلطان
عبد الحميد الثاني ودولة القاجاريين بفارس، وكان يتولاها ناصر الدين
شاه، ولكنّها كانت مصابة بداء الفتنة، فقد قُتِلَ ناصر الدين بيد أحد أفراد
عائلته سنة (1896 م) وتولّى بعده ابنه مظفر الدين شاه، فقامت عليه ثورة
أطاحت به سنة (1906 م)، وأهم الاخداث السياسية التي برزت في هذا
العصر هي (1):
أ - قيام الحرب العالمية الأولى سنة (1914 - 1918 م) بين كل من
إنكلترة وفرنسة وروسية وإيطالية وصربية وبلجيكة من جهة، وبين ألمانية
والنمسة وهنكارية والدولة العثمانية من جهة أخرى. وانتهت بانتصار الفريق
الأول وتقسيم العالم الإسلامي الذي كان يخضع للدولة العثمانية بين إنكلترة
وحلفائها، فاستولت إنكلترة على فلسطين وشرقي الأردن والعراق بالإضافة
إلى مصر، واستولت فرنسة على سورية ولبنان.
(1)
ب - إعطاء الإنكليز فلسطين وطناً قومياً لليهود سنة (1917 م)، ولم
__________
إنظر: المجددون في الإسلام لعبد المتعال الصعيدي ص: 508، ومعالم
تاريخ الإسلام لعصام الدين الفقي ص: 368، والأسرار الخفية وراء إلغاء
الخلافة العثمانية لمصطفى حلمي ص: 26، وواقعنا المعاصر لمحمد قطب
ص: 297، والشيخ الخفيف لمحمد شبير ص: 11 - 13.
12

الصفحة 12