الشرعية بدون أدلة مثل الجسم بدون روح، وقد صرّح الشيخ خلاف بذلك
في اكثر من كتاب فقد جاء في كتاب (الأحوال الشخصية): " أن يبسط عبارة
الحكم ويقرنه بالدليل " (1).
وأما المعاصرة: فهو رحمه اللّه لم يغفِلْ ثقافة العصر في مؤلفاته من:
لغة، ومصطلحات علمية حديثة، وأساليب معاصرة، فهو يقول عند
الحديث عن واجب العلماء في خدمة القرآن بعد ان ذكر خدمات المفسرين
القدماء للقراَن: "هذه الجهودُ الموفقة في تفسير القرآن ادت للقراَن خدماتٍ
جليلة، وشعرت السبيلَ للانتفاع به والاستفادة بنوره، غير انَ كل زمان له
مقتضيات، وكل بيئة لها حاجات، وزماننا وبيئتنا ونوع ثقافتنا تقتضي ا ن
يؤدي العلماء للقراَن خدمات تضاف إلى تلك الخدمات، وأن يقوموا له
بواجبات تضاف إلى تلك الواجبات؟ ليتاح للمسلمين في هذا العصر أ ن
يفهموا آياته، وان يجمعوا بين التعبد بتلاوته، والتدبر في معانيه. فأول
واجب علينا في خدمة القرآن وضع تفسير سهل العبارة، حسن الأسلوب،
يلائم اساليب عصرنا وثقافتنا" (2).
وهو يقول في مراعاة المعاصرة في الففه الإسلامي: "ان نخرج كتبه
إخراجاً حسناً، يلائم البيئة التي نعيش فيها، ونيسّر الانتفاعَ بالاَراء القيمة
والكنوز الثمينة التي اشتمل عليها" (3).
ومما اعانه على إدراك المعاصرة وأهميتها في التأليف والكتابة إطلاعُه
الواسع على ما تفيض به الصحف والدوريات، وما تدفعه المطابع من كتب
حديثة، فهو قارىءٌ جيد ومتابع. ومما يدل على ذلك مقاله حول معجزة
(1)
(2)
(3)
أحكام الأحوال الشخصية لعبد الوهاب خلاف.
مقال: واجبنا في خدمة القرآن لخلاف، لواء الإسلام (5)، (1951 م)،
ص: 223.
مقال: واجبنا في خدمة الفقه لخلاف، لواء الإسلام (5)، (1951 م)،
ع (6)، ص: 351.
122