ونصوصه ومن أحكامه الكلية والجزئية على أنّه دين الحياتين الأولى
والاَخرة، وانّه كفل للمسلمين دعائمَ العزّة الثلاث وهي: العلم والفوة
والثراء، فقال بعد أنْ أرشدَ قراء مجلة "لواء الإسلام " إلى قراءة خمسة كتب
لمؤلفين خدموا الإسلام: " أرجو أن تكون لنا فيهم أسوة حسنة، وأن نخدمَ
الإسلام الخدمة التي تقتضيها البيئةُ التي نعيشُ فيها، وتتفق وما يسود العالم
من روح ومبادئ " (1).
وهو بهذا يسهمُ في التحصين الثقافي للشباب المسلم الذين لم تُهيّا لهم
الفرصة في أية مرحلة من مراحل التعليم لدراسة الإسلام دراسة تفصيلية
يتعرّفون بها على عقائده الحقة، وبراهينها الساطعة، ويقفون بها على مبادئه
ونظمه، وأحكامه وحكم تشريعه، وروحه ومعقوله، ومقاصد 5 وغاياته.
فقد تأثر الكثيرُ منهم بالشبهات التي يثيرها من يحاربون الإسلام، ويحاولون
ان يطفئوا نوره، بل نرى الكثيرين منهم تسيطر هذه الشبهات على عقولهم،
وترددها ألسنتُهم، ولا يجدون من علمهم بحقيقة الإسلام وفهمهم لأصوله
وغاياته ما يدحض شبههم، ويثبت إيمانهم، على حين أنهم زينت له الشبه،
وفتحت لهم أبوابُ النقد. وإنّ منهم من يجاهرون بأنّ الإسلام ينافي العقل
والعلم والبحث والنظر، ويحتجّون على هذا بأنّ نظريات الطبيعة والكيمياء
وجميع المخترعات من الأجهزة والاَلات والاستكشافات، وكل ما سخر
للناس في الأرض والسماء هي وليدةُ عقول غير إسلامية، والمسلمون عالة
على غيرهم في الاستكشاف والاختراع، وفي الانتفاع بالخواص التي أودعها
اللّه في خلقه. وإنّ منهم من يجاهرون بأن الإسلام ليس دينَ الحضارة
والثراء، ويحتجون على هذا بأنّ أكثر المسلمين فقراء، وحيث توجد البيئة
الإسلامية يوجد الفقر والاستجداء والعطلة والرضا بعيش الكفاف، وجميع
المصارف والبيوت المالية الكبرى والحركات التجارية الواسعة والشركات
المالية الرابحة بأيدي غير المسلمين. بل إنّ من هؤلاء من يجاهرون بأنّ سبب
(1)
مقال: واجبنا في خدمة الإسلام، لواء الإسلام (5)، (1951 م)،ع (3)،
ص: 155.
124