تأخر المسلمين حكومات وافراداً هو الإسلام، لأنه لا يساير المصالح
ولا التطورإت، ولا يطلق الحريةَ للعقول والائدي العاملة.
والحقيقة التي لا ريب فيها أنّ هؤلاء الشباب واهمون، وأنّهم ظلموا
الإسلام، واتهموه بما هو بريء منه، والذي أوقعهم في هذا الوهم أنهم لم
يعرفوا حقيقة الإسلام، وتأثروا بما عليه المسلمون، فهم رأوا في اكثر
المسلمين جموداً وجهلأ وضعفاً وفقرأ، فحسبوا أنّ منشأ هذا هو إسلامهم.
والحق ان منشأ هذا إما جهلهم بالإسلام أو خروجهم عن حدوده، وليس
يقدح في عدالة القانون انّ القاضي يسيءُ فهمه، أو يجور في تطبيقه، وليس
يقدحُ في جودة البذر أنّ الزارع يهمله، أو لا يحسن زرعه، وليس يقدح في
مبادئ الإسلام أنّ المسلمين أهملوها او جهلوها، فالإسلامُ كفيل بكل
سياسة عادلة، ويتقبل مصالح الناس، ولا يضيق بحاجة من حاجاتهم،
وأساسُ دعوته العلمُ والبحث، والنظرُ في ملكوت السماوات والارض،
ومِنْ أوَّل ما دعا إليه السعي والعمل والجهاد في الحياة، ومن أول ما نهى
عنه: القعود والتوإكل والذلّةُ، وقد قرر القراَن الكريم أنَّ العزة دلّه ولرسوله
وللمؤمنين. ودعائم العزة: العلم، والقوة، والثراء، والكفاح. وكل من
يتهم الإسلام بأنّه عقبة في سبيل العلم او الثرإء او القوة أو العزة فهو لا يعرف
حقيقة الإسلام ولا تاريخ المسلمين حقاً، وكل من يتهم الإسلام بأنّه ينافي
العقلَ او التطور أو المصالح فهو لايعرف حقيقة الإسلام ولا تاريخ
المسلمين (1).
من أجل هذا كتب الشيخ عذَة كتب وأبحاث ومقالات تبيّن حقيقة
الإسلام، وتركز على مقاصده وحكم تشريعه ومن ذلك: "السياسة
الشرعية "، و" السلطات الثلاث في الإسلام "، و"الشريعة الإسلامية والشؤون
الاجتماعية "، و"الإسلام ومصالح الناس "، و"كيف يساير الفقه الإسلامي
تطور المسلمين؟ "، وغير ذلك.
(1) بتصرف من المصدر السابق.
125