ثالثأ - الصياغة الأدبية السهلة الرصينة: حرص الشيخ عبد الوهاب خلاف
رحمه اللّه على صياغة كتبه وابحاثه ومقالاته بعبارة سهلة مبسطة يفهمها مَنْ
يقراها، ويستمتع بها كل من يتذوّق الأدبَ، سواء اكانت كتباً ثقافية، ام كتباً
فقهية، أم كتبأ اصولية، ام كتباً قانونية، فقد أشار رحمه الله في مقدمة كتابه
في " الأحوال الشخصية " إلى تبسيط عبارة الأحكام، وقال في مقدمة كتابه
"علم اصول الفقه ": "هذا كتابي في علم اصول الفقه قصدت به إحياءُ هذا
العلم، وإلقاء الضوء على بحوثه، وراعيتُ في عبارته الإيجاز
والإيضاح " (1).
وقال في مقال: " واجبنا في خدمة القران ": " اول واجب علينا في خدمة
القران وضع تفسير سهل العبارة، حسن الأسلوب، يلائم أساليب عصرنا
وثقافتنا، يستبين منه المسلمُ معاني المفردات، والمرادَ من الايات،
ويسترشدُ به إلى ما في الاية من هدى ورحمة، ومن دروس وعبرة، ليس فيه
تطويل ممل ولا إيجاز مخل " (2).
وقال الاشتاذ محمد البنا في وصف مقالاته في مجلة "لواء الإسلام ":
" أنوّه بخدمته للعلم على صفحات "لواء الإسلام "، فقد كان يمدُّها بمقالاته
وبحوثه، ووهبه الله بياناً عذباً سائغاً، وعبارة سهلة صافية تكادُ تسبقُ العيون
إلى القلوب " (3).
وقال الشيخ محمد أبو زهرة: "انصرف رحمه الله إلى الدراسات الإسلامية
يبحث في ذخائرها، وينقّب في دفائنها، ويكتبُ ويبين في أسلوبٍ سهلى
رصينٍ، فكان رحمه الله لا يستوعر ولا يستوحش، بل يتخيّر المعنى السهل
(1)
(2)
(3)
علم أصول الففه لخلاف ص: 8.
مقال: واجبنا في خدمة القرآن لخلاف، لواء الإسلام (5)، (1951 م)،
ع (4)، ص: 223.
كلمة محمد البنا في خلاف، ندوة لواء الإسلام، س (9) (1956 م)،
ص: 705.
126