ينسحب الإنكليز من فلسطين إلا بعد أن مهدوا لقيام الدولة الصهيونية فيها في
(1948/ 5/15 م).
ب - سقوط الخلافة العثمانية التركية سنة (4 192 م) كأثر من آثار الحرب
العالمية الأولى.
د - انتهاء دولة روسية القيصرية، وقيام الثورة الشيوعية سنة (917 1 م).
هذه جملة الاخداث السياسية التي عصفت بالعالم الإسلامي في القرن
الرابع عشر الهجري.
والناظر في آثار الشيخ عبد الوهاب خلاف يجده لم يقف مكتوف الأيدي
منها، وإنما تصدّى لها بكل قوة وشجاعة ومن ذلك:
1 - شارك رحمه اللّه في ثورة (1919 م) ضد الغاصبين والمحتلين
الإنكليز، فبرزت فيها خلالُه ومواهبُه الخطابية والكتابية، وبعد انتهاء الثورة
سما بوطنيته عن النفعية والحزبية، وابتعد عن الأهواء والأغراض، فما كان
قصدُ 5 من وراء ذلك إلا أن يرى المسلمين في مقدمة الأمم الناهضة القوية (1).
2 - وشارك رحمه اللّه بمقالاته في نقد الحالة السياسية والقضائية السائدة
في مصر، فقال في محاضرة "الشريعة الإسلامية مصدر صالج للتشريع
الحديث " التي نشرت في سنة (1940 م): "إن أخذ قوانينا المصرية عن
القوانين الفرنسية ما كان سببه أنّ شريعة البلاد الأصلية - وهي الشريعة
الإسلامية - لم تصلحْ لا! تكون مصدراً للتقنين، أو أنّ مبادئها وأحكامها
قورنت عند التقنين بغيرها، فكان غيرُها أصلج للأمة وأعدل، أو أنّ تطبيقها
أظهر فشلها في تحقيق مصالج الناس والعدل بينهم، أو أنّ علماءها طُلِبَ
منهم أن يصوغوا قوانين من أحكامها فعجزوا، ما كان من ذلك كله، وإنّما
هي الامتيازات الأجنبية، والحرص على رضا الأجانب ودولهم قضت بأن
يهمَلَ جانب الأمة المصرية في التشريع لها، وبأن تفرض عليها قوانين غيرها
(1)
من العلماء الرواد، في رحاب الأزهر لمحمد عزت الطهطاوي ص: 4 4 1.
13