فقد تناول فيه تفسير الحروف المقطّعة، التي تبتدئ بها بعضُ السور، وفصّل
القول في اَراء المفسرين فيها، فذكر ثلاثة اَراء، ورجّج الرأي الذي يقول:
إنّ الحروف الهجائية المقطعة هي إشارة إلى الحروف الهجائية التي كونت
منها كلمات القرآن الكريم وآياته، ورمز إلى أنّ سور القرآن مكونة من حروف
هجائية هي نفس الحروف التي تكؤَنون منها خطابكم ورسائلكم وأحاديثكم،
فكان اللّه أشار بها إلى أن القرآن الكريم الذي تحذاكم به الرسول! شًيِ! أن تأتوا
بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة مثله؟ ليست حروفه لاتينية ا و
عبرانية حتى يكون هذا سبب عجزكم عن معارضته، والإتيان بمثله، وإنما
هي حروفكم. وهذا هو رأي الزمخشري والمبزد والفرّاء وقُطرب وابن تيمية
كما بينت في مطلب مكانته العلمية (1). كما بين في هذا الربع صفات الله
تعالى، وصفات المؤمنين، والإعجاز، ووصف الجنة.
وأما تفسير الربع الأول من سورة آل عمران فقد تناول فيه صفات اللّه
تعالى، والحكمة من تنزيل القرآن الكريم على الرسول ع! ي!، وتصديق القرآن
الكريم لما سبقه من الكتب السماوية السابقة، كما بيّن في هذا الربع منهجه
في المحكم والمتشابه في القراَن الكريم.
واما تفسير الربع الاول من سورة النساء فقد تناول فيه تفسير النفس
الواحدة، وحكم الإسلام في تعدد الزوجات، وهل الأصل فيه الواحدة أ و
التعدد، وحكم تقييده، كما بين في هذا الربع ضوابط دفع المال إلى
اليتيم، وحق النساء في الإرث، وحق الأقارب والفقراء من التركة.
ثانيأ - مؤلفاته في السنة والسيرة
2 - "غزوة بدر الكبرى ":
بحث منشور في ثلاثة مقالات في مجلة "لواء الإسلام "، الأول في
(1) ص: 72.
131