ع (9). وهو يقع في خمس صفحات، كتب هذا المقال بعد مقال سابق
بعنوان: "دعوة محمد! ي! هي دعوة الرسل " منشور في مجلة "لواء الإسلام "
من السنة نفسها، العدد (8) أثبت فيه أنّ دعوة محمد ع! ي! هي دعوة رسل اللّه
أجمعين، وانّ الأديان السماوية كلها، والكتب الإلهية كلها، ورسل اللّه
أجمعين متحدةٌ في أصولها التي بنيت عليها، وفي مقاصدها التي قصدت
إليها، واللاحق منها مصدّقٌ للسابق، ولا يباين بعضُها بعضاً في أصول
العقائد، أو أسس العبادات، أو أمهات الفضائل والرذائل.
وقد بدأ ببيان الخصائص العامة للعقائد التي دعا إليها محمد ع! ي!، وهي
عقائد واضحة جلية، لا غموض فيها ولا تعقيد، وأنها فطرية يكفي للإيمان
بها النظر الصحيج من العقل السليم، ولهذا ما برهن القرآن عليها إلا بلفت
العقول إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض، وما خلق اللّه فيهما من
المخلوقات، ودعوثها إلى استلهام الحق من اَياته في الاَفاق وفي أنفسهم،
فالايمان بهذ 5 العقائد لا يحتاج إلى تعمّق فلسفي، ولا إلى جدال منطقي،
وإنّما يحتاج إلى فطرة سليمة ووجدان حي.
وهذه العقائد بينها القران إجمالاً وتمصيلاً، ففي إجمالها قال تعالى:
" ءَامَنَ ألرَّسُولُ بِمَآ أنزِلَ إِليةِ مِن رَّئبما! وَاَتمُؤمِنُونَ "] البقرة: 285)، وفىِ تفصيها
قال تعالى: "؟ ءَامَنَ بِاَدلَّهِ وَمَلئكَتِهِ! كنُبُهِء وَرُسُ! رِ! لَا نُفَرِّقُ بَى أَحَو مِّن رُّفُيِ"
] البقرة: 285)، وقال رسول اللّه ع! ي! في تفسير المجمل: "الإيمان أن تؤمن
باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره
، (1) "
وسره.
ثم بين صاحب الترجمة رحمه اللّه أركان هذا الإيمان وشرحها شرحاً وافيأ
بأسلوبه البياني الرائع.
(1)
صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب ما هو الإيمان (97).
133