كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

فاتحة عهد جديد"؟ حيث قال فيها: "في مصر إلان ثورة سلمية قضت على
عهد، وابتدأت بناءَ عهد، وهدمت نظماً، وابتدأت وضعَ الأسس لنظم،
فما أحوجنا أن نرجعَ إلى سيرهَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لنتعرّف كيف بدأ البناءَ للنظام
الجديد، وما أولُ ما بدأ به في عهده الجديد، وإنّ لنا في رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - أسوة
حسنة، وهو أحقُّ من أن نهتدي بهديه، ونسيرُ على سننه؟ لأنه مؤيا من
ربه، ولأن خططه نجحت وأثمرت فقويت شوكةُ المسلمين، وعزّت
دولتُهم، وانتشرت دعوتهم " (1).
ثانياً - من الناحية الاجتماعية: فقد عمل الغربُ على إضعافها في البلاد
الإسلامية وإفسادها، وادخلت المرأةُ سلاحاً في المعركة ضد المسلمين،
وقد وجد الغرب من يؤيده من المسلمين في ذلك مثل (قاسم أمين) الذي
نادى بتحرير المرأة من قيود الإسلام وأحكامه. وتبنى القضية فريق من النسوة
على رأسهنَّ هدى شعراوي وفريق من الرجال المدافعين عن حقو! تى المرأة،
وأصبج الحقُّ الأوَّل الذي تطالِبُ به النسوة (السفور).
فقد سافرت هدى الشعراوي بنت محمد باشا سلطان إلى فرنسة للتعلم،
سافرت محجبة، ولكنّها لما رجعت خلعت الحجاب، وأصبحت تستقبل
الرجال والنساء دون حجاب، وتحلّقَ حولها مجموعة من الرجال والنساء،
وقامت مجموعة من النساء بمظاهرة في ميدان قصر النيل أمام ثكنات الجيش
البريطاني سنة (1919 م) هتفن فيها ضد الاحتلال البريطاني، وقمن بخلع
الحجاب عن رؤوسهنّ، والإلقاء به في الأرض وسكبنَ عليه البترول،
وأشعلن فيه النار (2).
__________
(1) مقالة: "الهجرة فاتحة عهد جديد" لواء الإسلام، (1952) عدد (6) ص:
283.
(2) واقعنا المعاصر لمحمد قطب ص: 250 - 258، والشيخ الخفيف لمحمد
شبير ص: 14.
15

الصفحة 15