هذا بالإضافة إلى ظهور بعض الأمراض الاجتماعية كحرمان بعض الورثة
من الميراث تحت ستار الوقف الأهلي وغير ذلك.
والناظر في الإنتاج العلمي للشيخ عبد الوهاب خلاف يجده قد تصدّى
للأمراض الاجتماعية التي تفشّت في المجتمع، وبين سُبُلَ حلّها.
1 - ففي مقال له عن "التطهير" (1) قال في افتتاحيته: "كلُّ مصلج يريد أ ن
تحيا الأمة حياة طيبة، وأن تسودَ فيها النظم العادلة، والمبادئ القويمة: يبدأ
بتطهير أفراد الأمة وجماعاتها من عوامل الفساد والانحلال، وينقي البيئة من
أسباب الوهن وما يفتك بها من الاَفات، ليكون بذر النظم الصالحة في أرض
طيبة، وبناء الإصلاح على أساس سليم ". فبعد أن طهّر الإسلام العقول من
الاعتقادات السيئة طهّرَ النفوس من الأخلاق السيئة الظاهرة والباطنة، حيث
قال: " وكذلك عمل الإسلام على تطهير النفوس من الأخلاق السيئة الظاهرة
والباطنة، فحذّر من الظلم، والزنا، والكذب، والزور، والرشوة، وخيانة
الأمانة، وتتبّع عورات الناس، وعقودتى الوالدين، وقطيعة الرحم، وسائر
السيئات والمنكرات التي فيها عدوان على العرض أو النفس أو المال، وتُوْقِعُ
في العداوة والبغضاء، وشدد في التحذير من هذه الشرور حتى عدَّ رسول اللّه
- صلى الله عليه وسلم - بعضها من أكبر الكبائر، وسمى بعضها الموبقات ".
وقال في توجيه الحكومة إلى إصلاح المفاسد العقائدية والاجتماعية:
"وقد عنيت الحكومة المصرية في هذا العهد -عهد الإنقلاب - بالتطهير،
ولكنّها وجهت عنايتها إلى تطهير الاداة الحكومية (تطهير الفساد الإداري)
باستبعاد كل موظف استغل وظيفته لمصالحه الشخصية بطريق غير مشروع. .
وكُونت عدة لجان للتطهير في مختلف الوزارات والمصالج، وهذا عمل
حسنِ نرجو أن يوفقَ القائمون به إلى العدل والحق، ونرجو ان تنالَ الأمة منه
الخير، ولكن ينبغي أن توجِّهَ الحكومةُ عنايتها إلى تطهير الاساس، وهو
تطهير العقول والاخلاق؟ لانه ما دامت العقول معتلة، والاخلاق فاسدة،
__________
(1) مقال " التطهير" لواء الإسلام، (2 95 1 م) عدد (6) ص: 0 35.
16