كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

الجد يحجب الأخوة الأشقاء والأخوات الشقيقات والأخوة لأب والأخوات
لأب من الإرث، كما يحجبهم الأب في حين ذهب عمرُ وعثمانُ وعلي إلى
انَّ الجدّ لا يحجبهم بل يشاركهم.
وأما الأسباب الرئيسة لاختلاف الأئمة المجتهدين فهي ثلاثة:
أ - الاختلاف في فهم النص: إذا كان في الواقعة المعروضة عليهم نصّ في
القرآن أو السنة فلا يمكن في الكثير الغالب أن تتفق العقول جميعُها في فهم
النص، وفي إستنباط الحكم منه، وعن اختلاف العقول في فهم النصّ
الواحد ينشأ اختلاف الحكمين في المسألة الواحدة. ومن الأمثلة على ذلك
قوله تعالى: " وَآلمُطَلَّقَت يَتَرَبَّصى% بِأَنفسِهِنَّ ثَبثَةَ قُرُوء " أ البقرة: 228،،
فبعض مجتهدي الصحابة وتبعهم أبو حنيفة وأصحابه ذهبوا إلى أنَّ المرادَ
بالقَرء الحيض، وقزروا أنَ عدّةَ المطلقة ثلاث حيضات. في حين ذهبَ بعضُ
مجتهدي الصحابة وتبعهم في ذلك الشافعي وأصحابه إلى أنَّ المرادَ بالقَرْءَ
الطهرُ، وقرروا أنَّ عدّة المطلقة ثلاثةُ أطهار. واللفظ في اللغة العربية من
الألفاظ المشتركة التي تحتمل المعنيين.
ب - عدم تدوين السنة النبوية: إنَّ السنة النبوية التي صدرت عن النبي!
لم تدوّن في عهده، ولا في القرن الهجري الأول كله. وما دوّنت إلا في
القرن الثاني الهجري، وكان نقلها عن النبي! ي! بالمشافهة والسماع، ولم
تجمع الأمة على مجموعة واحدة منها، ولم يبق رواة الأحاديث في مكان
واحد، وإنَّما تفرقوا في الأمصار وفي ميادين الجهاد. وقد ترتب على ذلك
اختلافُ المجتهدين في كثير من الأحكام الشرعية. ومن الأمثلة على ذلك أنَّ
عبد اللّه بن مسعود كان لا يرفع يديه حين الركوع في الصلاة، وحين الرفع
منه؟ لأنّه شاهد رسول اللّه! سَي! وهو يصلي، ولم يرفع يديه إلا حين افتتاح
الصلاة بتكبيرة الإحرإم (1)، في حين كان ابن عمر يرفعُ يديه حين الركوع،
(1)
سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب من لم يذكر الرفع عند الركوع (748)
وهو صحيح.
161

الصفحة 161