اللجان الحكومية، وإنّما وجه المصلحين والدعاة إلى الاهتمام بهذا الجانب
فقال في بحث: "الشريعة الإسلامية والشؤون الاجتماعية " (1): "الغرض الذي
أرمى إليه بهذا البحث هو توجيه نظر الباحثين في الشؤون الاجتماعية والدعاة
إلى إصلاحها"، ثم بين وسائل نجاح المشاريع الإصلاحية وحددها في أ! رين
وهما:
الأول: الوفاء بحق الدين الذي ندين به، والذي نص الدستور على أنه
الدين الرسمي للدولة، والاعتراف بفضل هذا الدين الذي لم يهمل شؤون
الامة الاجتماعية، وشرع لكل شأن من شؤون الجماعات ما يكفل إصلاحه.
والثاني: ضمان نجاح مشروعات الإصلاح الاجتماعي مرهون بإيمان
الناس بأن فيها خيرهم ونفعهم. . وأقوى وسيلة لهذا الإيمان أن يكون
المشروع مما يقتضيه دينهم؟ لأن الدين هو الوازع القوي، وهو الرقيب على
الإنسان أينما كان، فإذا دعىِ الناسُ إلى ضروب من التعاون أو البر او العناية
بالاطفال أو غيرها من وسائل الاصلاح الاجتماعي، ورسخ في عقولهم أ ن
ما يدعون إليه هو من كتاب ربهم وهدي رسولهم! ي!، ونجح الداعون في
تكوين إيمانهم بهذه العقيدة تكفَّل الناس بأنفسهم بتنفيذ ما دُعُوا إليه، وكانوا
رقباء على أنفسهم، وحرّاساً على مشروعهم حراستهم على ما هو من دينهم.
وشتان يبن مشروع إصلاحي اجتماعي يتوَّجُ في بلد إسلامي بآيات من
القران، وأحاديث من هدي الرسول! يه!، ومبادئ تشريعية عامة امتزجت
بعقول الناس ودمائهم. وبين مشروع إصلاحي اجتماعي يتوّجُ بأقوال لفلاسفة
الغرب أو كبار مصلحيهم، وشتان بين نظم يُدعى إليها في بلد إسلامي
توصف أنها مقتبسة من الشرع الإسلامي، ونظم يُدعى إليها على انها من
التشريع البلجيكي أو السويسري، فالتشريع الاجتماعي لا يوصِلُ إلى الغرض
__________
(1) بحث: الشريعة الإسلامية والشؤون الاجتماعية، مجلة القانون والاقتصاد
التي تصدرها كلية الحقوق بجامعة القاهرة (مارس 1947) عدد (1) ص:
137.
18