كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

أسباب الرق حتى استباحوا الرقَّ ببعض الأسباب المحظورة من الخطف
والعدوان، حتى إنَ بعض الطغاة في أواسط إفريقية، كوّنوا عصابات لخطف
الأطفال والنساء والرجال، وفرض الرق عليهم، مما أدّى إلى تشويه موقف
الإسلام من الرقيق.
النقطة الخامسة - أثر الدعوة الإسلامية في تقاليد الرق القديمة: كانت اكثرُ
النظم القديمة تقضي باسترقاق المدين المفلس، واسترقاق الإنسان كعقوبة له
على ارتكابه بعضَ الجرائم او الخطايا، وكانت بعضُ النظم تبيحُ للحرّ أ ن
يقبلَ الرق على نفسه، كما كان يحقُّ للقبيلة القوية ان تفرض الرقّ على أفراد
القبيلة الضعيفة.
ولما جاء الإسلام قضى على هذه الأسباب المتعددة للاسترقاق، ولم
يبح الاسترقاق إلا عن طريق الاسر في الحرب المشروعة.
ومن أظهر آثار الدعوة الإسلامية في تقاليد الرق القديمة أنّ النظم القديمة
كانت تفرض للسادة على أرقائهم واجبات، ولا توجب للرقيق على سيده
حقاً. فجاء الإسلام وأوجب للرقيق حقوقاً على سيده. فأوصاه بالإحسان
إليهم، واجتناب ما يشق عليهم.
ومن ذلك أنَّ النظم القديمة كانت تعطي السيد الحق في إنزال العقوبة على
عبده بالجلد والكي على جبهته وغير ذلك، فجاء الإسلام ومنعه من ذلك.
ومن ذلك أنَّ النظم القديمة لم تعتن بتحرير الارقاء، فجاء الإسلام ووجه
الناسَ إلى تحرير الأرقاء كما مر سابقاً.
ومن ذلك انَّ النظم القديمة كانت تتفاخر بالأحساب والأنساب على
حساب العمل الصالح، فجاء الإسلامُ، وقرَّرَ انْ "لافضْلَ لعربي على
عجمي، ولا لأبيضَ على آسودَ إلا بالتقوى ".
النقطة السادسة - وضعية الرق في الشعوب الإسلامية في الاَونة الأخيرة:
الرو في كثير من الدول المعاصرة لاوجود له، ومإ يوجد من ألوان
الاسترقاق في بعض الدول المعاصرة هو أشبهُ بالاستخدام منه بالاسترقاق،
195

الصفحة 195