تحوي ضمن افرادها عالماً من علماء الأزهر تصبج محط الانظار، وينظر
الناس إليها بالتبجيل والإكبار، لأن العلم في حس الناس هو العلم بالدين،
الذي هو خير الدنيا وخير الاخرة، ولا! وظائف الدولة يحتل معظمها خريجو
الأزهر، فينالون في المجتمع كل وسائل الرفعة والصعود (1). هذا بالإضافة
إلى ان القران الكريم هو أجلُّ نعمةٍ انعم اللّه بها على المسلمين، فيه العقائد
الفطرية الحقة التي يقرها العقل، ويطمئن لها الوجدان، وتربأ بالإنسان عن
الخضوع والعبودية لجماد أو حيوان، وفيه أسس! التشريع العادل الحكيم،
الذي يحقق مصالج الناس، ويقيم العدل بينهم، ويحفط حقوقهم، ويرفع
الحرج عنهم، وفيه أمهات الأخلاق الفاضلة التي تهذّبُ النفوس وتطهرها من
الشرور والسيئات، وتكفل العيشة الراضية للأفراد والجماعات، وفيه أحسن
القصص وأصدقُه الذي ينتظم أعظم العظات والعبر، وفيه مرآةٌ تُري
الحاضرين صور الماضين من المحقين والمبطلين (2).
رابعاً - التحاقه بالأزهر الشريف: بعد ان أتم الشيخ عبد الوهاب خلاف
حفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ العلوم، التحق بالأزهر سنة
(1900 م) (3) أي قبل تنظيمه وتطويره بعدّة سنوات، فقد كان التعليم في
الازهر يتم عن طريق حلقات التدريس، حيث يجلس كلُّ شيخ إلى عمود من
المسجد، ويحضر أمامه من الطلبة من يحضر، وقد يكون في المسجد شيخ
آخر يجلس إلى عمود آخر يدرس المادة نفسها التي يدرسها الأول، ويترك
الخيار للطالب في الدوام والالتزام واختيار المدرس.
وكانت المواد الدراسية تقتصر على اللغه العربية والعلوم الشرعية من
فقه، وتفسير، وحديث، وتوحيد وغير ذلك. أما العلوم الرياضية
__________
(1)
(2)
(3)
بتصرف من كتاب (واقعنا المعاصر) لمحمد قطب ص: 18 2، وانظر: الشيخ
علي الخفيف لمحمد شبير ص: 18 - 19.
نور من القرآن الكريم لخلاف ص: 7.
انظر: من العلماء الرواد للطهطاوي ص: 42 1، وعمالقة ورواد الحجازي
ص: 288.
26