والجغرافية والفلسفة والقانون المعاصر والادارة المعاصرة، فلم يكن لها
وجود ضمن مناهج الازهر؟ لأنه ينظر إليها بعين السخط، ويفر من سماعها
فرار الصحيج من الاخرب، ولما حاول بعض ولاة الامور إعادة تدريس هذه
المواد تهرّب بعض العلماء بحجة أنها تنافي الدين (1). هذا بالإضافة إلى أنَّ
طريقة التدريس فيه ظلت على الطريقة التقليدية القديمة، لا تستند إلى
أساليب التدريس الحديثة. كما أنَّ الأساتذة فيه يفتقرون إلى التخصص
الدقيق، فالأستاذ الواحد يدرس عدة مواد في الفقه والعقيدة والتفسير والنحو
والبلاغة والصرف (2).
لهذ! كانت نطمُ التعليم في الأزهر والمعاهد الدينية التابعة له محلاً
للإصلاح والتغيير والتطوير كما يقول الشيخ عبد الوهاب خلاف: "في أوإئل
القرن الميلادي الحالي -من سنة (1900 م) إلى سنة (1920 م) بالتقريب
توافرت للأزهر عدة وسائل وجهت حركة التعليم فيه وجهة الإصلاح،
وبعثت في علمائه وطلابه روح النهوض والنشاط وعزيمة المباراة والمسابقة
في ميدان التثقيف والتعليم. ابتدأ إلاستاذ الشيخ محمد عبده - أسبغ اللّه عليه
رحمته - دروسه في تفسير القرآن الكريم، وفي علوم البلاغة بالرواق العباسي
بالارهر بعد المغرب من كل يومٍ من أيام الأسبوع. كان طلبته من الأزهريين
ومن غيرهم.
وما كانت دروسه دروسأ علمية فحسب، بل كانت دروساً علمية وروحية
هاصلاحية، وقد بث الاستاذ في دروسه من روحه فوق ما بثَّ من علمه
وثمرات عقله، ووجه من خلال دروسه عدة انتقادات لطرق التعليم بالازهر.
وفي سنة (1904 م) أنشى المعهد العلمي الديني بالإسكندرية، واختير
المرحوم محمد شاكر أول شيخ له، وكان ممن ينشدون إصلاح التعليم
بالازهر وفروعه، ويقتفون في هذا الإصلاح اثار الأستاذ الإمام محمد
(1)
(2)
المجددون في الإسلام لعبد المتعال الصعيدي ص: 9 1.
النهضة الإسلامية للبيومي 2/ 2 0 2.
27