عبده، وقد وفق المرحوم الشيخ محمد شاكر إلى اختيار نخبة من علماء
الازهر ومن غيرهم للتدريس بهذا المعهد، وسارت الدراسة فيه بجد
ونشاط، وتبارى أساتذته وطلبته، ورعاه المغفور له الخديوي عباس حلمي
الثاني بكثير من رعايته، وقد أنتج وأنجب، وأكثر العلماء النابهين من الأزهر
والمعاهد الدينية الان هم من خريجي معهد الإسكندرية في ذلك العهد.
وفي سنة (1907 م) اُنشئت مدرسة القضاء الشرعي، وهي من حسنات
الإمام عليه رحمة اللّه، اقترح إنشاءها، ووضع مشروع قانونها ومناهج
التعليم فيها. . وما كان الازهر ليقف جامداً، وهذه الفروع من فروعه
تتحرك، أو يرجع إلى الوراء وفروعه تتقدم، وما كان علماؤه وطلابه ليرغبوا
أن تدب الحياة في إخوانهم وزملائهم بمعهد الإسكندرية ومدرسة القضاء
الشرعي، وهم جامدون نائمون، واية قيمة لمعهد الإسكندرية أو مدرسة
القضاء الشرعي إذا ما ضاعت قيمة الأزهر ومكانة الأزهر وسمعة الأزهر؟ وأية
حياة للفرع إذا دب الفناء في الاصل، لهذا سرى في الأزهر روح نشاط
قوي، واتجه علماؤه وطلابه إلى الإصلاح والنهوض، وأخذ كل عالم في
الأزهر ينافس زميله في الإسكندرية أو مدرسة القضاء الشرعي، وأخذت
تتردد في الأزهر أصوات ما في الإسكندرية، أو مدرسة القضاء مع نظام
صالح أو خطة قويمة " (1).
خامساً - التحاقه بمدرسة القضاء الشرعي: ظل الشيخ عبد الوهاب خلاف
في الأزهر الشريف إلى أن افتتحت مدرسة القضاء الشرعي سنة (1907 م)،
فانتظم في سلك الدارسين بها إثر افتتاحها مباشرة (2).
ويرجع سبب إنشاء هذه المدرسة إلى فكرة علي باشا مبارك رحمه اللّه
(1)
(2)
كلمة الأستاذ عبد الوهاب خلاف في استقبال الشيخ علي عبد الرازق في
مجمع اللغة العربية، مجلة مجمع اللغة العربية، الجزء السابع (1953)
ص: 136 - 137.
النهضة الإسلامية من سير اعلامها المعاصرين لمحمد البيومي 5/ 13 2.
28