يجتازون امتحانأ عسيراً، ومن ثمَّ يعدون إعداداً فقهياً عملياً يؤهلهم للعمل
في القضاء والمحاماة وغير ذلك. يقول الشيخ علي الخفيف، وهو أحد
طلاب هذه المدرسة وخريجيها: "يعدُّ الطالب فيها إعداداً فقهياً تطبيقياً ذ!
طابع خلقي اجتماعي، يؤهلهم لتولي القضاء الشرعي في مصر" (1).
وأما المناهج الدراسية التي اعتمدت لهذ 5 المدرسة فقد رُوعي فيها ا ن
تكون وافية، تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتستكمل النقص في مناهج
الأزهر. قال الشيخ علي الخفيف: "وكان منهج الدراسة فيها، وما يلقى على
طلبتها من العلوم منهجأ تربوياً إصلاحياً رُوعي فيه استكمال ما كان في الأزهر
يومئذ من نقص ماثل في بعض المواد، وفي نظم الدراسة ومناهجها، وفي
إضاعة الزمن في قراءة كتب مَنْ سلفَ من المؤلفين، وتفهم عباراتها على أ ي
وضع كانت عليه، وفي الحرص على تحميلها من الدلالات والإشارات
ما لا تحتمله، مما صرف عن تفهم لباب العلوم والتعرف على أصولها،
وحال دون بلوغهم ما يطلب لهم من وعي لقواعدها وضوابطها، وتحصيل
لمسائلها وفقه لالسسها.
كما رُوعي في هذه الدراسة ان تكون وافية بدراسة اللغة العربية وعلومها
وآدابها، دراسة تكشف عن أسرارها، وأحكام دلالاتها وإشاراتها، وجمال
أساليبها، وتنوع طرق أدائها، دراسة تعين على فهم كتاب اللّه، وتبين
أسراره، وتعرف أحكامه وشرائعه، وترقى بطلبتها إلى المستوى العلمي
الديني القضائي المرجو لهم " (2).
كما يشتمل المنهاج الدراسي على المسائل العملية المتعلقة بتحرير
المحاضر والأحكام، ونظام المحاكم، وطرق المرافعة واللوائج المعمول
(1)
(2)
كلمة الشيخ الخفيف في استقباله في مجمع اللغة العربية، مجلة المجمع
!! (25)، ص: 215.
المصدر السابق.
31