كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

بها والقانون الإداري وغير ذلك من المواد المتعلقة بإدارة القضاء (1).
وفي الجملة فإن عصر إنشاء هذه المدرسة كان عصر تجديد للفقه
والقضاء، فقد كاد القضاء الشرعي أن يبلى قبل إنشاء هذه المدرسة، لكن
بإنشاء هذه المدرسة وتخرج الدفعات المتتالية من القضاة الشرعيين انتعش
القضاء الشرعي، وعادت إليه روحه، فأغلب الذين عُينوا في القضاء من
خريجي هذه المدرسة كانوا من الرجال الذين يشعرون بعطم المسؤولية
الملقاة على عاتقهم (2).
وقد بقي الشيخ عبدالوهاب خلاف في هذه المدرسة مدة ثماني
سنوات، حتى نال في سنة (1915 م) الشهادة العالية التي تؤهله لتولي
مناصب عديدة منها القضاء، والمحاماة، والتدريس، وكان من المتفوقين
في الدراسة.
سادساً: أقرانه في المدرسة: ومن أقرانه الذين درسوا معه في هذه
المدرسة الشيخ علي الخفيف، والشيخ أمين الخولي، والشيخ محمد فرج
السنهوري، والأستاذ أحمد أمين، وهم أصحاب فضل وعلم لا ينكر. وفيما
يلي ترجمة موجزة لكل واحد منهم:
ا - الشيخ علي الخفيف: صاحب المؤلفات المشهورة في المعاملات
المالية، الذي ولد في قرية الشهداء بالمنوفية بمصر سنة
(1309 هـ= 1891 م). وبعد أن حفظ القرآن الكريم في كُتاب القرية التحق
بالأزهر الشريف ومعهد الإسكندرية الديني، ثم انتظم في سلك هذه
المدرسة إثر افتتاحها، وتخرّج فيها سنة (1915 م). وقد رافق الشيخ
عبد الوهاب خلاف في سنوات الدراسة في هذه المدرسة، وزامله في العمل
كمدرس فيها، ثم عين في كلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة (939 ام)،
(1)
(2)
التعليم في مصر لامين سامي باشا، ص: 93.
تاريخ القضاء لعرنوس ص: 235.
32

الصفحة 32