سابعاً - شيوخه: اخذ الشيخ عبد الوهاب خلاف رحمه اللّه العلم والخُلق
والفضيلة من شيوخ أماجد، وعلماء أفذاذ، ومربين اصلاء، وجّهوه إلى
العلم الشرعي الدقيق، والخلق الرفغ، والبحث الدقيق، والنقد الموجه.
ومن هؤلاء الشيخ أحمد إبراهيم بك، والشيخ علي قراعة، والشيخ محمد
الخضري، والشاعر محمد عبد المطلب، وناظر مدرسة القضاء الشرعي
محمد عاطف بركات وغيرهم. وسوف أترجم لبعض هؤلاء الشيوخ.
1 - الشيخ أحمد إبراهيم بك: يعتبر الشيخ أحمد إبراهيم أديبَ الفقهاء
وفقيهَ الأدباء، ولد بالقاهرة سنة (1874 م)، وبعد أن حفظ القراَن الكريم
ودرس بمدرسة العقادين الابتدائية التحق بالأزهر، ثم بدار العلوم، وبعد ا ن
تخرج فيها عمل مدرساً في المدارس الحكومية المصرية، ثم بمدرسة القضاء
الشرعي، ثم بكلية الحقوق بجامعة القاهرة. وظل يعمل فيها حتى توفي
سنة (1945 م) (1). قال فيه الشيخ عبد الوهاب خلاف بعد وفاته: "توفي إلى
رحمة اللّه عالم من أفضل علماء مصر، وفقيه من اجل فقهاء المسلمين،
وأستاذ من خيرة اساتذة كلية الحقوق بجامعة فؤادالأول هو الأستاذ الجليل
صاحب العزة المرحوم أحمد إبراهيم بك " (2).
وقد كان رحمه اللّه حجة في الشريعة الإسلامية، أحبه تلاميذه حباَّ جَماَّ
لَعلمه وفضله وخلقه ورعايته الأبوية. قال الشيخ عبد الوهاب خلاف في
وصف اخلاقه: " ومن أظهر أخلاقه عليه رحمة اللّه انه كان ديمقراطي النفس
أليفاً مألوفاً مرحاً، شاباً بين الشباب، وشيخاً بين الشيوخ، ثروته الأدبية
تَقْرُبُ من ثروته الفقهية حتى لقب بحق أديب الفقهاء، وفقيه الأدباء، وكان
(1)
(2)
تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي للشيخ عبد الفتاح أبو غدة ص:
136 - 111.
نبذة عن حياة الشيخ احمد إبراهيم للشيخ عبد الوهاب خلاف، مجلة القانون
والاقتصاد، كلية الحقوق بجامعة القاهرة، (1945 م) العددان (6، 6)،
ص: 387. وكتاب آحمد إبراهيم بك لمحمد شبير (ضمن هذه السلسلة).
34