كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

بالأزهر الشريف، وأقام فيه مدة أربع سنوات، وفي السنة الثامنة عشرة من
عمره انتقل للدراسة في دار العلوم سنة (1890 م) وتخرج منها سنة
(1894 م)، وكان متفوقأ في دراسته، فاختير للابتعاث إلى إنكلترة، وكان
اول مبعوث من دار العلوم، ولما رجع من البعثة عين مفتشاً في المدارس
الحكومية، وكان جاداً في عمله، حتى إنّ (دنلوب) الإنكليزي كان يحترمه
جد الاحترام، ويوكل إليه الفصل في المنازعات التي تحصل بين مدرسي
اللغة العربية ونظار المدارس، ثم اختير لإصلاح التعليم الاولي في الكتاتيب
سنة (1903 م)، ولما انشئت مدرسة القضاء الشرعي سنة (1907 م) وقع
الاختيار عليه ليكون ناظرأ لها، فأبدع في إدارتها واختياره للمدرسين
والمناهج التي تدرس فيها، حتى إنّ السلطان حسين كامل حينما زار المدرسة
أعجب ب! دارتها، وأنعم عليه بلقب: " البكوية " من الدرجة الأولى.
وبعد إغلالتى مدرسة القضاء الشرعي اختاره فؤاد الأول سنة (1924 م)
للقيام بوكالة وزارة المعارف المصرية، وأنعم عليه بلقب: "الباشوية"،
وكان يهتم بالإصلاح الإداري؟ ويقوّم المعوج، ولا سيما الأعمال الكتابية،
فكان يقيد تاريخ ورود المكاتبات، ويحتم وجوب الرد عليها خلال ثلاثة أيام
من تاريخ ورودها. الأمر الذي لو أراد اللّه له البقاء لنفِّذ في جميع دواوين
الحكومة. ولكن شاء اللّه أن تعاجله المنية، فانتقل إلى دار البقاء في (30)
من يوليه سنة (1924 م).
وقد كان رحمه اللّه قويَّ التأثير في طلاب مدرسة القضاء الشرعي عامة
والشيخ عبد الوهاب خلاف خاصة حيث قال فيه: " أشهد باللّه أنه كان رجلاً
من أفضل رجالات مصر قوة إرادة، ومضاء عزيمة، وشدة حزم، وبعد
نظر، وكان لا يخشى في الحق لومة لائم، وابغض الأخلاق إليه الكذب
والرياء والمجاملة والمداهنة، وأبغض الناس إليه المراؤون والمجاملون
والمداهنون " (1).
(1) كلمة الشيخ خلاف في الشيخ أحمد إبراهيم بك، مجلة القانون والاقتصاد، =
36

الصفحة 36