كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

المطلب الثالث: وظائفه
شغل الشيخ عبد الوهاب خلاّف في حياته عدّة وظائف كلها ذات علاقة
بالعلم والثقافة ونشر الوعي التشريعي الجديد. ومن هذه الوظائف: التدريس
الجامعي، والقضاء الشرعي، وإدارة شؤون المساجد في وزارة الأوقاف،
وفيما يلي بيان لهذه الوظائف:
أولاً - التدريس الحامعي: إذا كانت الجامعة في كل مجتمع هي مركز
إشعاع الأخلاق والقيم الروحية، وكل جديد من الفكر والمعرفة، والمنبر
الذي تنطلق منه اراء المفكرين الأحرار والعلماء ورواد الإصلاح والتطوير؟
فإنّ التدريس الجامعي هو عملية معايشة يومية بين الأستاذ الجامعي وطلابه،
تهدف إلى بثّ روح البحث العلمي والتمحيص، واساليب العلم والتغذية
العصريه، ونشر اخلاق العلم والعلماء، وتأصيل القيم والمبادئ التي تحكم
العمل الجامعي، وإعداد الكفاءات البشرية المطلوبة كسد حاجات المجتمع.
وهذا يتطلّب أستاذاً جامعياً متمكناً في مجال تخصصه. ويطّلع على كل جديد
فيه، ولديه مهارةُ التحدث باللغة الصحيحة، وله سمات شخصية فريدة من
الإيمان بالعقيدة الإسلامية الصافية، والانتظام في مواعيده، والثقة بنفسه،
والتعاون مع الآخرين، وتقبّل ارائهم، والإصرار على البحث العلمي،
وعنده القدرة على الإسهام بفاعلية في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، فهو
يعي ما يدور حوله من أمور ومشكلات، ويسهم في حلها، وهو يشارك
زملاءه وطلابه في الأنشطة المختلفة (1).
ولما كان الشيخ عبد الوهاب خلاف مؤهلأ للفيام بهذه الوظيفة بكل
(1)
كلية الحقوق بجامعة القاهرة، السنة (5) (1946 م) العددان (6 - 7) ص:
387.
بتصرف من "الجامعة والتدرش! الجامعي " للدكتور علي الراشد ص:
13 - 39.
37

الصفحة 37