كفاءة واقتدار رشحته عدة مؤسسات جامعية للقيام بمهمة التدريس الجامعي
مثل مدرسة القضاء الشرعي، وجامعة القاهرة، ومعهد الدراسات العربية
التابع لجامعة الدول العربية وغيرها.
1 - التدريس في مدرسة القضاء الشرعي: في السنة التي تخرج فيها الشيخ
عبد الوهاب خلاف من مدرسة القضاء الشرعي، وهي سنة (1915 م) وقع
اختيار مجلس إدارة مدرسة القضاء عليه ليكون عضو هيئة تدريس فيها، ومما
لا شك فيه انه اختيار مبني على معرفة تستند إلى معايشة استمرت ثماني
سنوات دراسية في تلك المدرسة، وهي مدة كافية للكشف عن قدراته
وطاقاته ومواهبه واخلاقه، فقد كان ناظرُ هذه المدرسة الأستاذ محمد
عاطف بركات يتيحُ الفرصة للطلاب النجباء بإلقاء المحاضرات العامة، وكان
يقرأ ما سيقال فيها، ويبدي رأيه فيه، ويعرف طلاب المدرسة معرفة
جيدة (1). هذا بالإضافة إلى أنّ هذا الاختيار لم يكن فردياً، وإنما كان
جماعياً يتمثل في مجلس إدارة المدرسة، وهو مجلس يتمتّع بكفاءة عالية،
وحرص شديد على المحافطة على المستوى العلمي الرفيع لهذه المدرسة.
قال الشيخ عبد الوهاب خلاّف في هذا المجلس: " يختار مجلس إدارتها من
اكفأ المصريين واشدهم حرصاً على الإصلاح وخبرة به " (2).
وفي هذه المدرسة الناهضة وفي بيئتها الصالحة اختير الشيخ عبد الوهاب
خلاف لتدريس الفقه الإسلامي، وهي المادة الأساسية فيها، والتقى الأستاذ
الشاب بالطلبة لقاء الود والصداقة والبذل والعطاء والتوجيه والإرشاد، وخير
من يصف لنا هذه العلاقة أحد تلاميذه، وهو الشيخ محمد أبو زهرة، حيث
يقول: "نحن الذين ارتبطنا مع ذلك العالم الجليل برابطة الود والصداقة،
(1)
(2)
كتاب أحمد أمين للبيومي ص: 1 1.
كلمة الشيخ خلاف في حياة الشيخ أحمد إبراهيم، المنشورة في مجلة القانون
والاقتصاد، جامعة القاهرة (946 1 م) العددان (6، 7) ص: 379.
38