كتاب عبد الوهاب خلاف الفقيه الأصولي المجدد

وذقنا لطف عشرته. لحسُّ بأنا فقدنا جزءأ من انفسنا" (1).
وقد ظل الشيخ عبد الوهاب خلاف في هذه المدرسة حتى
سنة (1919 م) أو بعدها بقليل، وهي السنة التي قامت فيها الثورة، وشارك
فيها مشاركة فعالة بالخطابة والتحريض ضد الغاصبين والمحتلين الإنكليز،
فترك المدرسة، أو أُجْبِرَ على تركها لمواقفه الوطنية النزيهة (2).
2 - التدريس في كلية الحقوق بجامعة القاهرة: ادخلت كليات الحقوق
في الجامعات المصرية في مناهجها الدراسية مواد الشريعة الإسلامية من
أحوال شخصية، وأصول الفقه، والوقف، والوصية، والميراث وغير
ذلك. وقد أدى هذا إلى استعانة تلك الكليات بأساتذة متخصصين في الفقه
والاصول، وتعيينهم أساتذةً متفرغين لتدريس تلك العلوم الشرعية، ومن
أوائل من تمّ تعيينهم في كلية الحقوق الشيخ أحمد إبراهيم بك، حيث تم
تعيينه سنة (1924 م)، وقد عمل هذا الشيخ على استقطاب الكفاءات
العلمية الشرعية امثال الشيخ عبد الوهاب خلاف، الذي تم تعيينه في كلية
الحقوق بجامعة القاهرة سنة (1934 م) فوجد الشيخ خلاّف نفسه في بيئة
علمية دفعته إلى مواصلة الجد والبحث، وتحضير دروسه في الأحوال
الشخصية وأصول الفقه، والوقف والوصية والميراث.
وكان الشيخ خلاف قدوة لطلابه في كلية الحقوق يعتزُّ به كل من تتلمذ
على يديه، حيث يقول احد تلامذته: "شرفنا نحن رجال القانون بالتلمذة
عليه في مواد الشريعة الإسلامية وأصول الفقه في اربعينيات هذا القرن إبان
عمله أستاذاً للشريعة الإسلامية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، فكان في
محاضراته ودروسه العلامة المتمكن فيما يبين ويكشف في أسلوب سهل
رصين، يتخير من المعاني السهل المالوف، والقريب المعروف،
(1)
(2)
كلمة الشيخ محمد أبو زهرة في رثاء الشيخ خلاف، لواء الإسلام (1956 م)
عدد (11) ص: 691.
من العلماء الرواد لمحمد عزت الطهطاوي ص: 4 4 1.
39

الصفحة 39