وما لا يكون سهلاً في ذاته يقربه ويؤنسه، ويختار له من الألفاظ والأساليب
أقربها إلى الأذهان، واوضحها في البيان، وأحسنها جرساً في الأذان، حتى
لقد كان يعد اسلوبه البياني بحق من السهل الممتنع " (1).
وكان رحمه اللّه في هذه الجامعة قوة للشريعة، وخير خلف لخير سلف:
وهو شيخه الشيخ احمد إبراهيم الذي توفي سنة (1946 م)، حيث يقول
تلميذه وزميله في كلية الحقوق الشيخ محمد أبو زهرة: "لقد كان استاذنا
الجليل الذي فقدناه قوة للشريعة بشخصه المهيب، وبيانه الرائع، واحاديثه
العذبة، وكتاباته السهلة، وبحوثه الفياضة، وكنا في كلية الحقوق نحس بأن
الشريعة لها مكانتها القدسية، ودقتها الفقهية، تحتاج دائماً إلى شخصيات
تجليها، ولها من المكانة في النفوس ما يرد زيغ الزائغين. لقد فقدنا منذ عشر
سنين استاذنا العظيم، الإمام أحمد إبراهيم، ولكن وجدنا في استاذنا خلاف
عزاء، ولقد قام بحق الأمانة، وحمل العبء كريماً، وكان خلفاً لكريم
عظيم، والان فقدنا الخلف فاللهم عوض الإسلام فيه خيراً، وأثبه بمقدار
ما اخلص لشريعتك، وبمقدار ما قدم من عمل صالج، وبمقدار ما صبر
وشكر، إنّك سميع الدعاء " (2).
كما أسهم رحمه إللّه مع شيخه الأستاذ أحمد إبراهيم في تطوير مناهج
الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق بجامعة القاهرة. حيث قال الأستاذ انور
حجازي: "تعاون هو وأستاذه الشيخ أحمد إبراهيم في إدخال تعديلات
جوهرية تقدمية في تدريس مادة الشريعة الإسلامية " (3)، وعين وكيلاً لكلية
الحقوق.
ونتيجة لهذا الجهد المتميز في التدريس والبحث العلمي والأنشطة
الأخرى رُفي إلى رتبة أستاذ لكرسي الشريعة الإسلامية أو أستاذ أول لها،
(1)
(2)
(3)
من العلماء الرواد لمحمد عزت الطهطاوي ص: 1 4 1.
كلمة الشيخ أبو زهرة في رثاء الشيخ خلاف المشار إليها سابقاً.
عمالقة وروإد لأنور حجازي ص: 288.
40