ونظراً لأهمية هذه المحاضرات وقيمتها العلمية ومراميها الهادفة قام
المعهد بطباعتها وتوزيعها على طلبة الشريعة الإسلامية. وسوف نعرف بها في
الفصل الثاني إن شاء اللّه تعالى.
ثانياً - القضاء الشرعي: القضاء الشرعي هو: "الفصل بين الناس في
الخصومات حسماً للتداعي، وقطعأ للنزاع بالأحكام الشرعية المتلقاة من
الكتاب والسنة " (1). وهي وظيفة مهمة، لا يستغني عنها مجتمع من
المجتمعات؟ لأن طباع الناس مجبولة على التظالم، وقلّ مَنْ ينصف من
نفسه، فلا بدّ من القضاء لحسم التداعي وقطع النزاع، ولكن وظيفة القضاء
لا تقتصر على مجرد عمل القاضي، وإنّما تتعدّاها إلى عمل معاون القاضي،
وهو الكاتب الذي يرافق القاضي في جلسات القضاء لتدوين ما يصدر عن
المتخاصمين من دعاوي وبينات، ومحاضر وغير ذلك. وعمل المفتش على
المحاكم الشرعية والعاملين فيها من قضاة وإداريين وغير ذلك. وفيما يلي
بيان للوظائف القضائية التي تولاها الشيخ عبد الوهاب خلاف:
1 - الشيخ خلاف القاضي الشرعي في المحاكم الشرعية: المحاكم
الشرعية في مصر قديمة قدم الفتح الإسلامي لمصر، وتطبق قانون الأحوال
الشخصية المستمد من الفقه الإسلامي، ويخضع لولايتها كل مصري مسلم،
وكل متوطن فيها من المسلمين. كما يخضع لولايتها غير المسلمين في مجال
دعاوى الميراث إذا لم يكن لهم مجلس ملي مختص وقانون للفصل في
دعاويهم (2).
ولما اُنهي عمل الشيخ عبد الوهاب خلاف في مدرسة القضاء الشرعي
سنة (1920 م) تقذَم بطلب وظيفة القضاء الشرعي في تلك المحاكم، لأنه
وجد في نفسه الأهلية لتولي هذه الوظيفة، فهو خريج مدرسة القضاء
(1)
(2)
النظام القضائي في الفقه الإسلامي لمحمد رأفت عثمان، ص: 17.
أبحاث قضائية شرعية للشيخ خلاف، منشور في مجلة القانون والاقتصاد
التي تصدرها كلية الحقوق بجامعة القاهرة (939 ام) عدد (3)، ص: 17 2.
42